سورة هود (11): الآيات 32 الى 35 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
للمذنبين على ما قاله بعضهم «وَ لاأَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُاللَّهِ» هذا تمام الحكاية عما قاله نوحلقومه و معناه إني لا أرفع نفسي فوق قدرهافأدعي أن عندي مقدورات الله تعالى فأفعلما أشاء و أعطي ما أشاء و أمنع من أشاء عنالجبائي و أبي مسلم و قيل خزائن اللهمفاتيح الله في الرزق و هذا جواب لقولهم مانَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا أو قولهموَ ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ«وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ» أي و لا أدعيعلم الغيب حتى أدلكم على منافعكم و مضاركمو قيل لا أعلم الغيب فأعلم ما تسرونه فينفوسكم فيكون جوابا لقولهم إن هؤلاء الذينآمنوا بك اتبعوك في ظاهر ما ترى منهم أيفسبيلي قبول إيمانهم الذي ظهر لي و لا يعلمما يضمرونه إلا الله تعالى «وَ لا أَقُولُإِنِّي مَلَكٌ» فأخبركم بخبر السماء منقبل نفسي و إنما أنا بشر لا أعلم الأشياءمن غير تعليم الله تعالى و قيل معناه لاأقول إني روحاني غير مخلوق من ذكر و أنثىبل أنا بشر مثلكم خصني الله بالرسالة «وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيأَعْيُنُكُمْ» أي لا أقول لهؤلاءالمؤمنين الذين تستقلونهم و تستخفونهم وتحتقرهم أعينكم لما ترون عليهم من زيالفقراء «لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُخَيْراً» أي لا يعطيهم الله في المستقبلخيرا على أعمالهم و لا يثيبهم عليها بلأعطاهم الله كل خير في الدنيا من التوفيق ويعطيهم كل خير في الآخرة من الثواب«اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِيأَنْفُسِهِمْ» أي بما في قلوبهم منالإخلاص و غيره «إِنِّي إِذاً لَمِنَالظَّالِمِينَ» إن طردتهم، تكذيبا لظاهرإيمانهم أو قلت فيهم غير ما أعلم.
سورة هود (11): الآيات 32 الى 35
قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنافَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِماتَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(32) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِاللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْبِمُعْجِزِينَ (33) وَ لا يَنْفَعُكُمْنُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَلَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْيُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَافْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُفَعَلَيَّ إِجْرامِي وَ أَنَا بَرِيءٌمِمَّا تُجْرِمُونَ (35)اللغة
الجدال و المجادلة المقابلة بما يفتلالخصم من مذهبه بحجة أو شبهة و هو من الجدلشدة الفتل و يقال للصقر أجدل لأنه من أشدالجوارح و الجدال و المراء بمعنى غير