الدابة الحي الذي من شأنه أن يدب و قد صارفي العرف مختصا بنوع من الحيوان و قد وردالقرآن بها على الأصل في قوله «وَ ما مِنْدَابَّةٍ»، و اللَّهُ خَلَقَ كُلَّدَابَّةٍ.
الإعراب
اللام في قوله لئن لام القسم و لا يجوز أنيكون لام الابتداء لأنها دخلت على أن التيللجزاء و لام الابتداء إنما هي للاسم أو ماما ضارع الاسم في باب إن و جواب الجزاءمستغني عنه بجواب القسم لأنه إذا جاء فيصدر الكلام غلب عليه كما أنه إذا تأخر وتوسط الغي و «يَوْمَ يَأْتِيهِمْ» نصب علىالظرف من مصروف أي ليس يصرف العذاب عنهميوم يأتيهم العذاب.
المعنى
«وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ» أيليس من دابة تدب على وجه الأرض و يدخل فيهجميع ما خلقه الله تعالى على وجه الأرض منالجن و الإنس و الطير و الأنعام و الوحوش والهوام «إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها»أي إلا و الله سبحانه يتكفل برزقها و يوصلهإليها على تقتضيه المصلحة و توجبه الحكمة«وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها» أي يعلم موضع قرارها والموضع الذي أودعها فيها و هو أصلابالآباء و أرحام الأمهات عن مجاهد و قيلمستقرها حيث تأوي إليه من الأرض ومستودعها حيث تموت و تبعث منه عن ابن عباسو الربيع و قيل مستقرها ما يستقر عليهعملها و مستودعها ما يصير إليه «كُلٌّ فِيكِتابٍ مُبِينٍ» هنا إخبار منه سبحانه أنجميع ذلك مكتوب في كتاب ظاهر و هو اللوحالمحفوظ و إنما أثبت سبحانه ذلك مع أنهعالم لذاته لا يعزب عن علمه شيء منمخلوقاته لما فيه من اللطف للملائكة أولمن يخبر بذلك «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِأَيَّامٍ» هذا إخبار منه سبحانه عن