المعنى
ثم بين سبحانه تمام أخبار المنافقين فقال«وَ إِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ» من القرآنعلى محمد (ص) «أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ» أيبأن آمنوا و هو خطاب للمؤمنين و أمر لهمبأن يدوموا على الإيمان و يتمسكوا به فيمستقبل الأوقات و يدخل فيه المنافق ويتناوله الأمر بأن يستأنف الإيمان و يتركالنفاق «وَ جاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ» أيأخرجوا إلى الجهاد معه فكأنه قال آمنواأنتم و ادعوا إلى الإيمان غيركم«اسْتَأْذَنَكَ» أي طلب الإذن منك فيالقعود «أُولُوا الطَّوْلِ» أي أولواالمال و القدرة و الغنى عن ابن عباس و غيره«مِنْهُمْ» أي من المنافقين «وَ قالُواذَرْنا» أي دعنا «نَكُنْ مَعَالْقاعِدِينَ» أي المتخلفين عن الجهاد منالنساء و الصبيان و إنما لحق هؤلاء الذملأنهم أقوى على الجهاد و «رَضُوا بِأَنْيَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ» أي رضوالنفوسهم أن يقعدوا مع النساء و الصبيان والمرضى و المقعدين «وَ طُبِعَ عَلىقُلُوبِهِمْ» ذكرنا معنى الطبع فيما تقدمقال الحسن هؤلاء قوم قد بلغوا الحد الذي منبلغه مات قبله «فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ»أوامر الله و نواهيه و لا يتدبرون الأدلةثم مدح النبي (ص) و المؤمنين فقال سبحانه«لكِنِ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوامَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ»ينفقونها في سبيل الله و مرضاته «وَأَنْفُسِهِمْ» يقاتلون الكفار ثم أخبرسبحانه عما أعد لهم من الجزاء علىانقيادهم لله و رسوله فقال «وَ أُولئِكَلَهُمُ الْخَيْراتُ» من الجنة و نعيمها وقيل الخيرات المنافع و المدح و التعظيم فيالدنيا و الثواب و الجنة في الآخرة «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» أيالظافرون بالوصول إلى البغية «أَعَدَّاللَّهُ لَهُمْ» أي هيأ و خلق لهم«جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها» مضى تفسيرهفي غير موضع «ذلِكَ» إشارة إلى ما تقدمذكره «الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» و الفوزالنجاة من الهلكة إلى حال النعمة و سميتالمهلكة مفازة تفاؤلا لها بالنجاة و إنماوصفه بالعظيم لأنه حاصل على وجه الدوام وبالإعزاز و الإجلال و الإكرام.سورة التوبة (9): آية 90
وَ جاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَالْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَ قَعَدَالَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُسَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْعَذابٌ أَلِيمٌ (90)