الصاحب الملازم لغيره على وجه الاختصاص وهو خلاف ملازمة الاتصال و منه أصحابالشافعي و أصحاب أبي حنيفة و أصحاب النبي(ص) لملازمتهم له و كونهم معه في حروبه وصاحبا السجن هما الملازمان له بالكون فيهو القيم المستقيم و أصله من قام يقوم والاستفتاء طلب الفتيا و البضع القطعة منالدهر و أصله من القطع و البضعة القطعة مناللحم و منه الحديث فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها.
المعنى
«يا صاحِبَيِ السِّجْنِ» هذا حكاية نداءيوسف للمستفتين له عن تأويل رؤياهما أي ياملازمي السجن «أَ أَرْبابٌمُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُالْواحِدُ الْقَهَّارُ» أي أ أملاكمتباينون من حجر و خشب لا تضر و لا تنفع خيرلمن عبدها أم الله الواحد القهار الذيإليه الخير و الشر و النفع و الضر و هذاظاهره الاستفهام و المراد به التقرير وإلزام الحجة و القاهر هو القادر الذي لايمتنع عليه شيء ما «ما تَعْبُدُونَ مِنْدُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوهاأَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَاللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ» ابتدأ بخطاباثنين ثم خاطب بلفظ الجمع لأنه قصد جميع منهو في مثل حالهما و قيل إنه خطاب لجميع منفي الحبس و معناه أن هذه الأصنام التيتعبدونها من دون الله و سميتموها بأسماءيعني الأرباب و الآلهة هي أسماء فارغة عنالمعاني لا حقيقة لها ما أنزل الله من حجةبعبادتها «إِنِ الْحُكْمُ إِلَّالِلَّهِ» أي ما الحكم و الأمر إلا لله فلايجوز العبادة و الخضوع و التذلل إلا لله«أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّاإِيَّاهُ» أي و قد أمركم أن لا تعبدوا غيره«ذلِكَ» أي ذلك الذي بينت لكم من توحيده وعبادته و ترك عبادة غيره «الدِّينُالْقَيِّمُ» أي الدين المستقيم الذي لاعوج فيه «وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ» قال ابن عباس ما للمطيعين منالثواب و للعاصين من العقاب و قيل لايعلمون صحة ما أقوله لعدولهم عن النظر والاستدلال ثم عبر (ع) رؤياهما فقال «ياصاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمافَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً» بدأ بما هوالأهم و هو الدعاء إلى توحيد الله و عبادتهو إظهار معجزته ثم بتعبير رؤيا الساقيفروي أنه قال أما العناقيد الثلاثة فإنهاثلاثة أيام تبقى في السجن ثم يخرجك الملكاليوم الرابع و تعود إلى ما كنت عليه وأجري على مالكه صفة الرب لأنه عبده فأضافهإليه كما