قرأ أهل المدينة و ابن عامر الذين اتخذوابغير واو و الباقون بالواو و قرأ نافع وابن عامر أسس بضم الألف بنيانه بالرفع فيالموضعين و قرأ الباقون «أَسَّسَبُنْيانَهُ» فيهما و في الشواذ قراءة نصربن عاصم أسس بنيانه على وزن فعل و قراءةنصر بن علي أساس بنيانه و قرأ ابن عامر وحمزة و حماد و يحيى عن أبي بكر و خلف جرفبالتخفيف و الباقون «جُرُفٍ» بالتثقيل و قرأ يعقوب و سهل إلى أن على أنه حرف الجر وهو قراءة الحسن و قتادة و الجحدري و جماعةو رواه البرقي عن أبي عبد الله و قرأ الباقون «إِلَّا أَنْ» مشددة اللامو قرأ أبو جعفر و ابن عامر و حمزة و حفص وسهل و رويس عن يعقوب «تَقَطَّعَ» بفتحالتاء و التشديد و قرأ روح تقطع بضم التاءمخففا و قرأ الباقون تقطع بضم التاء مشددا.
الحجة
من أثبت الواو في «الَّذِينَ» عطفه على ماتقدم و التقدير و منهم الذين اتخذوا مسجداو من حذف الواو ابتدأ الكلام و أضمر الخبربعده كما أضمر في قوله «إِنَّ الَّذِينَكَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِاللَّهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» إلىقوله «وَ الْبادِ» و المعنى فيه ينتقممنهم أو يعذبهم و نحو ذلك و حسن الحذف فيالموضعين لطول الكلام بالمبتدإ و صلته ويجوز أن يكون على أن تضمر و منهم فيكونتقديره و منهم الذين اتخذوا كما أضمرتالحرف مع الفعل في قوله «فَأَمَّاالَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ» أي فيقاللهم أ كفرتم و لا يجوز أن يكون الذين بدلامن قوله «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ» لأنالمرجئين لأمر الله غير الذين اتخذوامسجدا ضرارا فلا يجوز أن يبدلوا منهم و منقرأ «أَسَّسَ بُنْيانَهُ» بنى الفعلللفاعل كما أضاف البنيان إليه في قوله«بُنْيانَهُ» فالمصدر مضاف إلى الفاعل والباني و المؤسس واحد و من بنى الفعلللمفعول به لم يبعد أن يكون في المعنىكالأول لأنه إذا أسس بنيانه فيولي ذلكغيره بأمره كان كبنائه هو له فأما من قرأأسس بنيانه في الموضعين و أساس بنيانهبالإضافة فإنهما بمعنى واحد و جمع الأسأساس كقفل و أقفال و جمع الأساس