العدن و الإقامة و الخلود نظائر و منهالمعدن و قال الأعشى: فإن يستضيفوا إلى حكمه *** يضافوا إلى راجحقد عدن و الرضوان مصدر رضي يرضى رضى و رضوانا والجهاد ممارسة الأمر الشاق و أصله منالجهد.
المعنى
لما ذكر الله تعالى المنافقين و وصفهمبقبيح خصالهم اقتضت الحكمة أن يذكرالمؤمنين و يصفهم بضد أوصافهم ليتصلالكلام بما قبله اتصال النقيض بالنقيضفقال «وَ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ» أي بعضهم أنصار بعض يلزم كل واحدمنهم نصرة صاحبه و موالاته حتى أن المرأةتهيئ أسباب السفر لزوجها إذا خرج و تحفظغيبة زوجها و هم يد واحدة على من سواهم«يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ» و هو ماأوجب الله فعله أو رغب فيه عقلا أو شرعا«وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» و هو مانهى الله عن فعله و زهد فيه عقلا أو شرعا«وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَالزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» أي يداومون على فعل الصلاة وإخراج الزكاة من أموالهم و وضعها حيث أمرالله تعالى بوضعها فيه و يمتثلون طاعةالله و رسوله و يتبعون إرادتهما و رضاهما«أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ» أيالذين هذه صفتهم يرحمهم الله في الآخرة«إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» أي قادرعلى الرحمة و العذاب واضع كل واحد منهماموضعه و في الآية دلالة على أن الأمربالمعروف و النهي عن المنكر من فروضالأعيان لأنه جعلهما من صفات جميعالمؤمنين و لم يخص قوما منهم دون قوم«وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الْأَنْهارُ» أي من تحتأشجارها الأنهار و الماء فيها «خالِدِينَفِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً» يطيب العيشفيها بناها الله تعالى من اللآلئ والياقوت الأحمر