قرأ تشركون بالتاء أهل الكوفة غير عاصم وكذلك في النحل في موضعين و في الروم والباقون كل ذلك بالياء.
الحجة
من قرأ بالتاء فلقوله «أَ تُنَبِّئُونَاللَّهَ» و من قرأ بالياء احتمل وجهين(أحدهما) على قل كأنه قيل له قل أنت سبحانهو تعالى عما يشركون و الوجه الآخر أن يكونهو سبحانه نزه نفسه عما أقروه فقال ذلك.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار فقال «وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لايَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ» أي ويعبد هؤلاء المشركون الأصنام التي لايضرهم إن تركوا عبادتها و لا ينفعهم إنعبدوها فإن قيل كيف ذمهم على عبادة الصنمالذي لا ينفع و لا يضر مع أنه لو نفع و ضرلكان لا يجوز أيضا عبادته قلنا عبادة من لايقدر على أصول النعم و إن قدر على النفع والضر إذا كان قبيحا فمن لا يقدر على النفعو الضر أصلا من الجماد تكون عبادته أقبح وأشنع فلذلك خصه بالذكر «وَ يَقُولُونَهؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ» أخبرسبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم قالوا إنانعبد هذه الأصنام لتشفع لنا عند الله و إنالله أذن لنا في عبادتها و أنه سيشفعهافينا في الآخرة و توهموا أن عبادتها أشد فيتعظيم الله سبحانه من قصده تعالى بالعبادةفجمعوا بين قبيح القول و قبيح الفعل و قبيحالتوهم و قيل معناه هؤلاء شفعاؤنا فيالدنيا لإصلاح معاشنا عن الحسن قال لأنهمكانوا يقرون بالبعث بدلالة قوله وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَأَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْيَمُوتُ «قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَبِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَ لافِي الْأَرْضِ» أمر سبحانه نبيه (ص) أنيقول لهم على وجه الإلزام أ تخبرون اللهبما لا يعلم من حسن عبادة الأصنام و كونهاشافعة لأن ذلك لو كان صحيحا لكان