قرأ أهل الكوفة غير عاصم «أمن لا يهدي»ساكنة الهاء خفيفة الدال و قرأ أهلالمدينة غير ورش يهدي ساكنة الهاء مشددةالدال و قرأ أبو عمرو و ابن كثير و ابن عامرو روح و زيد عن يعقوب يهدي بفتح الياء والهاء و تشديد الدال إلا أن أبا عمرو أشارإلى فتحة الهاء من غير إشباع و قرأ عاصمغير حماد و يحيي و رويس عن يعقوب «يَهْدِي»بفتح الياء و كسر الهاء و تشديد الدال وقرأ حماد و يحيي عن أبي بكر عن عاصم يهديبكسر الياء و الهاء و التشديد.
الحجة
قوله «يَهْدِي» و يهدي و يهدي و يهدي أصلجميعها يهتدي يفتعل و إن اختلفت ألفاظهاأدغموا التاء في الدال لمقاربتها لهافإنهما من حيز واحد ثم اختلفوا في تحريكالهاء فمن قرأ يهدي ألقى حركة الحرفالمدغم و هو التاء على الهاء و من قرأ«يَهْدِي» بكسر الهاء فإنه حرك الهاءبالكسر لالتقاء الساكنين و من سكن الهاءجمع بين الساكنين و من أشم الهاء و لم يسكنفالإشمام في حكم التحريك و من كسر الياء معالهاء أتبع الياء ما بعدها من الكسرة و هوردي لثقل الكسر في الياء.
الإعراب
قوله «فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»ما مبتدأ و لكم خبره و كيف منصوب بقوله«تَحْكُمُونَ» «لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّشَيْئاً» يجوز أن يكون قوله «شَيْئاً»مفعول يغني و يجوز أن يكون في موضع مصدر أيلا يغني من الحق غناء و كذا قيل في قوله «لاتَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً»قالوا هو مفعول تجزي و قالوا هو مصدر أيجزاء و كذلك قوله «وَ لا تُشْرِكُوا بِهِشَيْئاً» قالوا هو مفعول تشركوا و قالواهو مصدر أي لا تشركوا به إشراكا و كذلكقوله «يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِيشَيْئاً».
المعنى
ثم احتج سبحانه عليهم في التوحيد باحتجاجآخر فقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاء المشركين«هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُاالْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» أي هل من هذهالأصنام التي جعلتموها شركاء لله فيالعبادة و قيل الذين جعلتموهم شركاء فيأموالكم كما قال وَ هذا لِشُرَكائِنا منيبدأ الخلق بالإنشاء بعد أن لم يكن و هوالنشأة الأولى ثم يعيده في