القصة
و كان من قصة يونس على ما ذكره سعيد بنجبير و السدي و وهب و غيرهم أن قوم يونسكانوا بنينوى من أرض الموصل و كان يدعوهمإلى الإسلام فأبوا فأخبرهم أن العذابمصبحهم إلى ثلاث إن لم يتوبوا فقالوا إنالم نجرب عليه كذبا فانظروا فإن بات فيكمتلك الليلة فليس بشيء و إن لم يبتفاعلموا أن العذاب مصبحكم فلما كان في جوفالليل خرج يونس من بين أظهرهم فلما أصبحوايغشاهم العذاب قال وهب أغامت السماء غيماأسود هائلا يدخن دخانا شديدا فهبط حتى غشيمدينتهم و اسودت سطوحهم و قال ابن عباس كانالعذاب فوق رءوسهم قدر ثلثي ميل فلما رأواذلك أيقنوا بالهلاك فطلبوا نبيهم فلميجدوه فخرجوا إلى الصعيد بأنفسهم و نسائهمو صبيانهم و دوابهم و لبسوا المسوح وأظهروا الإيمان و التوبة و أخلصوا النية وفرقوا بين كل والدة و ولدها من الناس والأنعام فحن بعضها إلى بعض و علت أصواتها واختلطت أصواتها بأصواتهم و تضرعوا إلىالله عز و جل و قالوا آمنا بما جاء به يونسفرحمهم ربهم و استجاب دعاءهم و كشف عنهمالعذاب بعد ما أظلهم قال عبد الله بن مسعودبلغ من توبة أهل نينوى أن يرادوا المظالمبينهم حتى كان الرجل ليأتي الحجر و قد وضععليه أساس بنيانه فيقتلعه و يرده و روي عنأبي مخلد أنه قال لما غشي قوم يونس العذابمشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا لهلقد نزل بنا العذاب فما ترى قال قولوا ياحي حين لا حي و يا حي محي الموتى و يا حي لاإله إلا أنت فقالوها فانكشف عنهم العذاب و روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عنابن أبي عمير عن جميل قال قال أبو عبد الله(ع) كان فيهم رجل اسمه مليخا عابد و آخراسمه روبيل عالم و كان العابد يشير علىيونس بالدعاء عليهم و كان العالم ينهاه ويقول له لا تدع عليهم فإن الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده فقبل يونس قول العابدفدعا عليهم فأوحى الله تعالى إليه أنهيأتيهم العذاب في شهر كذا في يوم كذا فلماقرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقي العالم فيهم فلما كان اليوم الذي نزلبهم العذاب قال لهم العالم أفزعوا إلىالله فلعله يرحمكم و يرد العذاب عنكمفاخرجوا إلى المفازة و فرقوا بين النساء والأولاد و بين سائر الحيوان و أولادها ثمابكوا و ادعوا ففعلوا فصرف عنهم العذاب وكان قد نزل بهم و قرب منهم و مر يونس على