الاستنباء طلب النبإ الذي هو الخبر والافتداء إيقاع الشيء بدل غيره لدفعالمكروه به يقال فداه يفديه فدية و فداء وافتداه افتداء و فاداه مفاداة.
الإعراب
إلا كلمة تستعمل في التنبيه و أصلها لادخل عليها حرف الاستفهام تقريرا و تذكيرافصارت تنبيها و كسرت إن بعد ألا لأن ألايستأنف ما بعدها لينبه بها على معنىالابتداء و لذلك وقع بعدها الأمر و الدعاءكقول امرئ القيس: " ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي".
المعنى
«وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ» يا محمد أييطلبون منك أن تخبرهم «أَ حَقٌّ هُوَ» أي أحق ما جئت به من القرآن و النبوة و الشريعةو قيل أ حق ما تعدنا من البعث و القيامة والعذاب عن الجبائي «قُلْ» يا محمد «إِي وَرَبِّي» أي نعم و حق الله «إِنَّهُلَحَقٌّ» لا شك فيه «وَ ما أَنْتُمْبِمُعْجِزِينَ» أي بسابقين فائتين و هذاالاستخبار يحتمل أن يكون إنما وقع منهمعلى وجه التعريف و الاستفهام و يحتمل أنيكون وقع على وجه الاستهزاء «وَ لَوْأَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ» أي أشركتبالله عن ابن عباس و قيل ظلمت بكل ما يسمىظلما «ما فِي الْأَرْضِ» من الأموال«لَافْتَدَتْ بِهِ» من هول ما يلحقها منالعذاب «وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّارَأَوُا الْعَذابَ» أي أخفوا الندامة أيأسر الندامة رؤساء الضلالة من الأتباع والسفلة و قيل أسروا الندامة أي أخلصوها والندامة الحسرة على ما كان يتمنى أنه لميكن و قيل أسروا أي أظهروا عن أبي عبيدة والجبائي و قال الأزهري و هذا غلط لأن مايكون بمعنى الإظهار يكون بالشين المنقطةمن فوق «وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْبِالْقِسْطِ» أي فصل بينهم بالعدل «وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ» فيما يفعل بهم منالعقاب لأنهم جنوه على أنفسهم و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال إنما أسرواالندامة و هم في النار كراهية لشماتةالأعداء على أنفسهم «أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِوَ الْأَرْضِ» أي له ملك السماوات و الأرضو ما فيهما فلا يقدر أحد على منعه من إحلالالعقاب بمملوكه المستحق له «أَلا إِنَّوَعْدَ اللَّهِ» بإحلال العقاب بالمجرمين«حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لايَعْلَمُونَ» صحة ذلك لجهلهم به تعالى وبصحة ما أتى به النبي (ص) «هُوَ يُحيِي» أييحيي الخلق بعد كونهم أمواتا «وَ يُمِيتُ»أي يميتهم بعد أن كانوا أحياء «وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» يوم القيامةفيجازيهم على أعمالهم قال الجبائي و فيهذه