سورة يونس (10): الآيات 31 الى 33 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
لم يشعروا بذلك و لا أمروا به و إن كانالمراد الأصنام فلم يكن لها حس و لا علم وهذا غاية في إلزام الحجة اختاروا للعبادةمن لم يدعهم إليها و لم يشعر بها «هُنالِكَتَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ» أيفي ذلك المكان و في تلك الحال و في ذلكالوقت تجرب و تعلم كل نفس ما قدمت من خير أوشر و ترى جزاءه على القراءة بالتاء معناهتقرأ كل نفس جزاء عملها و جزاء ما قدمته«وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُالْحَقِّ» أي و ردوا إلى جزاء الله و إلىالموضع الذي لا يملك أحد فيه الحكم إلاالله الذي هو مالكهم و سيدهم و خالقهم والحق صفة لله تعالى و هو القديم الدائمالذي لا يفنى و ما سواه يبطل و قيل الحق هوالذي يكون معنى اللفظ حاصلا له علىالحقيقة فالله جل جلاله هو الحق لأن معنىالإلهية حاصل له على الحقيقة «وَ ضَلَّعَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ» أي بطل وهلك عنهم ما كانوا يدعونه بافترائهم منالشركاء مع الله تعالى.سورة يونس (10): الآيات 31 الى 33
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِوَ الْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَوَ الْأَبْصارَ وَ مَنْ يُخْرِجُالْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ مَنْيُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَاللَّهُ فَقُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ (31)فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّفَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّالضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَىالَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لايُؤْمِنُونَ (33)القراءة
قرأ أهل المدينة و ابن عامر كلمات هاهنا وفي آخرها على الجمع و كذلك في سورة المؤمنو الباقون على التوحيد.الحجة
قال أبو علي من قرأ على التوحيد احتملوجهين (أحدهما) أن يكون جعل ما أوعد بهالفاسقون كلمة و إن كانت في الحقيقة كلماتلأنهم قد يسمون القصيدة كلمة و الخطبةكلمة (و الآخر) أن يكون «كَلِمَةُ رَبِّكَ»التي يراد بها الجنس قد أوقعت على بعضالجنس كما أوقع اسم الجنس على بعضه في قوله«وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْمُصْبِحِينَ