المبوء يجوز أن يكون مصدرا و يجوز أن يكونمكانا و يكون المفعول الثاني من بوأت علىهذا محذوفا كما حذف من قوله «وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ» و يجوز أنينتصب المبوء نصب المفعول به على الاتساعو إن كان مصدرا فقد أجاز ذلك سيبويه فيقوله أما الضرب فأنت ضارب.
المعنى
ثم بين سبحانه حال بني إسرائيل بعد إهلاكفرعون فقال «وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِيإِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ» أخبرسبحانه عن نعمه عليهم بعد أن أنجاهم و أهلكعدوهم يقول مكناهم مكانا محمودا و هو بيتالمقدس و الشام و إنما قال «مُبَوَّأَصِدْقٍ» لأن فضل ذلك المنزل على غيره منالمنازل كفضل الصدق على الكذب و قيل معناهأنزلناهم في موضع خصب و أمن يصدق فيما يدلعليه من جلالة النعمة و قال الحسن يريد بهمصر و ذلك أن موسى عبر ببني إسرائيل البحرثانيا و رجع إلى مصر و تبوأ مساكن آل فرعونو قال الضحاك هو الشام و مصر «وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ» أيمكناهم الأشياء اللذيذة و هذا يدل على سعةأرزاق