اليأس قطع الطمع من الأمر يقال يئس ييأس وأيس يأيس لغة و استفعل مثل استيئس و استأيسو روى أبو ربيعة عن البزي عن ابن كثيراستيئسوا منه و استيئس الرسل و يئس واستيئس بمعنى مثل سخر و استسخر و عجب واستعجب و النجي القوم يتناجون الواحد والجمع فيه سواء قال سبحانه «وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا» و إنما جاز ذلكلأنه مصدر وصف به و المناجاة المسارة وأصله من النجوة و هو المرتفع من الأرض فإنهرفع السر من كل واحد إلى صاحبه في خفية والنجوى يكون اسما و مصدرا قال سبحانه وَإِذْ هُمْ نَجْوى أي يتناجون و قال فيالمصدر إِنَّمَا النَّجْوى مِنَالشَّيْطانِ و جمع النجي أنجية قال: " إني إذا ما القوم كانوا أنجية" و برح الرجل براحا إذا تنحى عن موضعه.
الإعراب
قوله «فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِوَ لَمْ يُبْدِها لَهُمْ» قال الزجاج هذاإضمار على شريطة التفسير لأن قوله تعالى«أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً» بدل من ها فيأسرها و المعنى فأسرها يوسف في نفسه قوله«أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً» قال أبو علي أنالإضمار على شريطة التفسير يكون على ضربين(أحدهما) أن يفسر بفرد نحو نعم رجلا زيدفقولك رجلا تفسير للرجل الذي هو فاعل نعم وقد أضمر (و الآخر) أن يفسر بجملة و أصل هذايقع في الابتداء كقوله فَإِذا هِيَشاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ المعنى القصةأبصار الذين كفروا شاخصة و الأمر الله أحدثم تدخل عوامل المبتدأ عليه نحو كان وأخواتها و إن و أخواتها فينتقل هذا الضميرمن الابتداء بها كما ينتقل سائر المبتدءاتكقوله إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُمُجْرِماً فَإِنَّها لا تَعْمَىالْأَبْصارُ و قول الشاعر: " و ليس منها شفاء الداء مبذول" و الذي ذهب أبو إسحاق فيه إلى أنه مضمر علىشريطة التفسير ليس بمبتدإ فيلزمه التفسيربالجملة أ لا ترى أنها فضلة مذكورة بعد فعلو فاعل و هو قوله أسر فإذا كان مباينا لماأصله المبتدأ لم يجز أن يفسر تفسيره و أيضافإن المضمر على شريطة التفسير لا يكون إلامتعلقا بالجملة التي يفسرها و لا يكونمنقطعا عنها و لا متعلقا بجملة غيرها و ماذكره أبو إسحاق فالتفسير فيه منفصل عنالجملة التي فيها الضمير الذي