سورة هود (11): الآيات 104 الى 108 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَأَمْرُ رَبِّكَ» أي عذاب ربك و قيل أمر ربكبإهلاكهم «وَ ما زادُوهُمْ غَيْرَتَتْبِيبٍ» أي غير تخسير عن مجاهد و قتادةو المعنى لم يزيدوهم شيئا غير الهلاك والخسار و إنما أضاف الإهلاك إلى الأصناملأنها السبب في ذلك و لو لم يعبدوها لميهلكوا و إنما قال «يَدْعُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ» لأنهم كانوا يسمونها آلهة ويطلبون الحوائج منها كما يطلبها الموحدونمن الله «وَ كَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ» أي وكما ذكر من إهلاك الأمم و أخذهم بالعذابأخذ ربك «إِذا أَخَذَ الْقُرى» أي أخذأهلها و هو أن ينقلهم إلى العقوبة و الهلاك«وَ هِيَ ظالِمَةٌ» من صفة القرى و هو فيالحقيقة لأهلها و سكانها و نحوه وَ كَمْقَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً و في الصحيحين عن النبي (ص) أنه قال إن اللهتعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلتهثم قرأ هذه الآية «إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌشَدِيدٌ» معناه إن أخذ الله سبحانه الظالم مؤلمشديد الألم «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً» أيإن فيما قصصنا عليك من إهلاك من ذكرناه علىوجه العقوبة لهم على كفرهم لعبرة و تبصرة وعلامة عظيمة «لِمَنْ خافَ عَذابَالْآخِرَةِ» أي لمن خشي عقوبة الله يومالقيامة و خص الخائف بذلك لأنه هو الذيينتفع به بالتدبر و التفكر فيه «ذلِكَيَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ» أي يجمعفيه الناس كلهم الأولون و الآخرون منهمللجزاء و الحساب و الهاء في له راجعة إلىاليوم «وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» أييشهده الخلائق كلهم من الجن و الإنس و أهلالسماء و أهل الأرض أي يحضره و لا يوصفبهذه الصفة يوم سواه و في هذا دلالة علىإثبات المعاد و حشر الخلق.
سورة هود (11): الآيات 104 الى 108
وَ ما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍمَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُنَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْشَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ (105) فَأَمَّاالَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْفِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ (106) خالِدِينَفِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّرَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِيالْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِالسَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَرَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)