الكنز في الأصل هو الشيء الذي جمع بعضهإلى بعض و يقال للشيء المجتمع مكتنز وناقة كناز اللحم مجتمعة قال نفطويه سميالذهب ذهبا لأنه يذهب و لا يبقى و سميتالفضة فضة لأنها تنفض أي تتفرق فلا تبقى وحسبك بالاسمين دلالة على فنائهما والإحماء جعل الشيء حارا في الإحساس و هوفوق الإسخان و ضده التبريد يقال حمى يحميحمى و أحماه غيره و الكي إلصاق الشيءالحار بالعضو من البدن الأعراب «الَّذِينَ يَكْنِزُونَ» موضعه نصب لأنهمعطوف على اسم إن و يكون المعنى و إن الذينيكنزون الذهب و الفضة و لا يأكلونها و يجوزأن يكون رفعا على الاستئناف و ذكر في قوله«وَ لا يُنْفِقُونَها» وجوه (أحدها) أنهأراد لا ينفقون الكنوز فرجع الضمير إلى مادل عليه الكلام (و الثاني) أنه لما ذكرالذهب و الفضة دل على الأموال فكأنه قال ولا ينفقون الأموال (و الثالث) أن الذهبمؤنث و هو جمع واحدة ذهبة و هذا الجمع الذيليس بينه و بين واحدة إلا الهاء يذكر ويؤنث ثم لما اجتمعا في التأنيث و كان كلواحد منهما يؤخذ عن صاحبه في الزكاة علىقول جمهور العلماء جعلهما كالشيء الواحدو رد الضمير إليهما بلفظ التأنيث (والرابع) أنه اكتفى بأحدهما عن الآخرللإيجاز و رد الضمير إلى الفضة لأنها أقربإليه كما قال حسان: إن شرخ الشباب و الشعر الأسود *** ما لميعاص كان جنونا و قد مر ذكر أمثاله فيما مضى:
المعنى
ثم بين سبحانه حال الأحبار و الرهبان فقال«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّكَثِيراً مِنَ