الهم مقارنة الفعل بتقليبه في النفس تقولهم بالشيء يهم هما و ليس الهم من العزم فيشيء إلا أن يبلغ نهاية القوة في النفس والنيل لحوق الأمر يقال نال ما اشتهى أوتمنى أي أدركه و نقم منه شيئا أي أنكر قال: ما نقموا من بني أمية إلا *** أنهم يحلمونإن غضبوا و الفضل الزيادة في الخير على مقدار ما وأما التفضل فهو الزيادة من الخير الذي كانللقادر عليه أن يفعله و أن لا يفعله.
النزول
اختلف في من نزلت فيه هذه الآية فقيل أن رسول الله (ص) كان جالسا في ظل شجرةفقال إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعينيالشيطان فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق فدعاهرسول الله (ص) فقال علا م تشتمني أنت وأصحابك فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوابالله ما قالوا فأنزل الله هذه الآية عن ابن عباس و قيل خرج المنافقون مع رسول الله (ص) إلىتبوك فكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسولالله (ص) و أصحابه و طعنوا في الدين فنقلذلك حذيفة إلى رسول الله (ص) فقال لهم ماهذا الذي بلغني عنكم فحلفوا بالله ماقالوا شيئا من ذلك عن الضحاك و قيل نزلت في جلاس بن سويد بن الصامت و ذلكأن رسول الله (ص) خطب ذات يوم بتبوك و ذكرالمنافقين فسماهم رجسا و عابهم فقالالجلاس و الله لئن كان محمد صادقا فيمايقول فنحن شر من الحمير فسمعه عامر بن قيسفقال أجل و الله إن محمدا لصادق و أنتم شرمن الحمير فلما انصرف رسول الله (ص) إلىالمدينة أتاه عامر بن قيس فأخبره بما قالالجلاس فقال الجلاس كذب يا رسول اللهفأمرهما رسول الله أن يحلفا عند المنبرفقام الجلاس عند المنبر فحلف بالله ما قالثم قام عامر فحلف بالله لقد قاله ثم قالاللهم أنزل على نبيك الصادق منا الصدقفقال رسول الله (ص) و المؤمنون آمين فنزلجبرائيل (ع) قبل أن يتفرقا بهذه الآية حتىبلغ «فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراًلَهُمْ» فقام الجلاس فقال يا رسول اللهاسمع الله قد عرض علي التوبة صدق عامر بنقيس فيما قال لك لقد قلته و أنا أستغفرالله