سورة هود (11): الآيات 29 الى 31
وَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِمالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِوَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُواإِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّيأَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَ ياقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِإِنْ طَرَدْتُهُمْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ(30) وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُاللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَ لاأَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَ لا أَقُولُلِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْيُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُأَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّيإِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)
اللغة
الطرد الإبعاد على جهة الهوان و تطاردالأقوال حمل بعضها على بعض و الازدراءالاحتقار افتعال من الزراية يقال زريتعليه إذا عبثه و أزرت به إذا قصرت به قالالشاعر:
رأوه فازدروه و هو خرق
و لم يخشوا مقالته عليهم
و تحت الرغوةاللبن الصريح
و ينفع أهلهالرجل القبيح
و تحت الرغوةاللبن الصريح
و تحت الرغوةاللبن الصريح
المعنى
ثم أنكر نوح استثقالهم التكليف و العاقلإنما يستثقل الأمر إذا ألزمته مئونة ثقلهفقطع هذا العذر بقوله «وَ يا قَوْمِ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا» أي لا أطلبمنكم على دعائكم إلى الله أجرا فتمتنعونمن إجابتي خوفا من أخذ المال «إِنْأَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ» أي ماثوابي و ما أجري في ذلك إلا على الله «وَ ماأَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا» أيلست أطرد المؤمنين من عندي و لا أبعدهم علىوجه الإهانة و قيل أنهم كانوا سألوه طردهمليؤمنوا له أنفة من أن يكونوا معهم علىسواء عن ابن جريج و الزجاج «إِنَّهُمْمُلاقُوا رَبِّهِمْ» و هذا يدل على أنهمسألوه طردهم فأعلمهم أنه لا يطردهم لأنهمملاقوا ربهم فيجازي من ظلمهم و طردهمبجزائه من العذاب عن الزجاج و قيل معناهأنهم ملاقوا ثواب ربهم فكيف يكونون أراذلو كيف يجوز طردهم و هم لا يستحقون ذلك عنالجبائي «وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماًتَجْهَلُونَ» الحق و أهله و قيل معناهتجهلون أن الناس إنما يتفاضلون بالدين لابالدنيا و قيل تجهلون فيما تسألون من طردالمؤمنين «وَ يا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِيمِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ» معناهمن يمنعني من عذاب الله إن أنا طردتالمؤمنين فكانوا خصمائي عند الله فيالآخرة «أَ فَلا تَذَكَّرُونَ» أي أ فلاتتفكرون فتعلمون أن الأمر على ما قلته وفرق علي بن عيسى بين التفكر و التذكر بأنالتذكر طلب معنى قد كان حاضرا للنفس والتفكر طلب معرفة الشيء بالقلب و إن لميكن حاضرا للنفس و ليست النصرة المذكورةفي الآية من الشفاعة في شيء لأن النصرةهي المنع على وجه المغالبة و القهر والشفاعة هي المسألة على وجه الخضوع فلادلالة في الآية على نفي الشفاعة