«قُرْآناً عَرَبِيًّا» فيه وجهان(أحدهما) قرآنا انتصب بأنه بدل من الهاء فيأنزلناه فكأنه قال إنا أنزلنا قرآنا (والثاني) أنه توطئة للحال لأن عربيا حال وهذا كما تقول مررت بزيد رجلا صالحا فتنصبصالحا على الحال و تجعل رجلا توطئة للحال وقوله «بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَاالْقُرْآنَ» القرآن نصب و إنه وصف لمعمولأوحينا و هو هذا أو بدل أو عطف بيان قالالزجاج و يجوز الجر و الرفع جميعا فيالكلام و إن لم يقرأ بهما أما الجر فعلىالبدل مما أوحينا إليك أي بهذا القرآن وأما الرفع فعلى ترجمة أوحينا إليك كانقائلا قال ما هو فقيل هذا القرآن.
المعنى
«الر» قد سبق الكلام فيه في أول البقرة وإنما لم يعد آية لأنه على حرفين و لا يشاكلرءوس الآي و عد طه آية لأنه يشبه رءوس الآي«تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ» قيل في معنىالإشارة بتلك وجوه (أحدها) أنه إشارة إلىما سيأتي من ذكرها على وجه التوقع لها (والثاني) أنه إشارة إلى السورة أي سورة يوسفآيات الكتاب المبين (و الثالث) أن معناههذه الآيات تلك الآيات التي وعدتم بها فيالتوراة كما قال «الم ذلِكَ الْكِتابُ» عنالزجاج و «الْمُبِينِ» المظهر لحلال اللهو حرامه و المعاني المرادة فيه عن مجاهد وقتادة و المبين و المبين واحد و البيان هوالدلالة «إِنَّا أَنْزَلْناهُ» يعنيالقرآن أي أنزلنا هذا الكتاب و قيل أنزلناخبر يوسف و قصته عن الزجاج قال لأن علماءاليهود قالوا لكبراء المشركين سلوا محمدالم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر و عنقصة يوسف (ع) فقال «إِنَّا أَنْزَلْناهُقُرْآناً عَرَبِيًّا» على مجاري كلامالعرب في محاوراتهم و روى ابن عباس عن النبي (ص) قال أحب العربلثلاث لأني عربي و القرآن عربي و كلام أهلالجنة عربي «لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» أي لتعلمواجميع معانيه و تفهموا ما فيه و قيل معناهلتعلموا أنه من عند الله إذ كان عربيا وعجزتم عن الإتيان بمثله و في هذه الآيةدلالة على أن كلام الله سبحانه محدث و أنهغير الله لأنه وصفه بالإنزال و بأنه عربي ولا يوصف بذلك القديم سبحانه «نَحْنُنَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ» أينبين لك أحسن البيان عن الزجاج و هذاكقولهم صمت أحسن الصيام و قمت أحسنالقيام