سورة يونس (10): الآيات 41 الى 44 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
النبي (ص) فلم يرجعوا إليه و كذبوا به فلميأتهم تفسيره و تأويله فيكون معنى الآيةبل كذبوا بما لم يدركوا علمه من القرآن ولم يأتهم تفسيره و لو راجعوا فيه رسول الله(ص) لعلموه و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال إن الله خصهذه الأمة بآيتين من كتابه أن لا يقولواإلا ما يعلمون و أن لا يردوا ما لا يعلمونثم قرأ أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْمِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُواعَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ الآية وقرأ «بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوابِعِلْمِهِ» الآية و قيل أن من هنا أخذ أمير المؤمنين علي (ع) قوله الناس أعداء ماجهلوا و أخذ قوله قيمة كل امرئ ما يحسنه من قوله عز و جل «فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْتَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْإِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَمَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ» و أخذ قوله تكلموا تعرفوا من قوله وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِالْقَوْلِ «كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَمِنْ قَبْلِهِمْ» أي مثل تكذيب هؤلاء كذبتالأمم السالفة رسلها «فَانْظُرْ» يا محمد«كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ» أيكما كان عاقبة أولئك الهلاك كذلك يكونعاقبة هؤلاء ثم أخبر سبحانه أن من جملةهؤلاء الذين كذبوا بالقرآن و نسبوه إلىالافتراء من سيؤمن به في المستقبل و يصدقبأنه من عند الله و منهم من يموت على كفرهفقال «وَ مِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ» و أرادسبحانه أنه إنما لا يهلكهم في الحال لمايعلم في تبقيتهم من الصلاح و قيل معناه ومنهم من يؤمن بالقرآن في نفسه و يعلم صحتهإلا أنه يعاند و يظهر من نفسه خلاف مايعلمه و منهم من هو شاك فيه فكأنه قال ومنهم معاندون و منهم شاكون «وَ رَبُّكَأَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ» أي بمن يدومعلى الفساد و يعلم من يتوب.
سورة يونس (10): الآيات 41 الى 44
وَ إِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِيوَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْبَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَابَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْكانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَ مِنْهُمْمَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَتَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لايُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لايَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّالنَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)المعنى
ثم خاطب سبحانه نبيه (ص) فقال «وَ إِنْكَذَّبُوكَ» يا محمد و لم يصدقوك