مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 151
نمايش فراداده

و لا يجوز أن يتعلق المصدر بالمصدر فيقوله «إِنَّما بَغْيُكُمْ» و قد جعلت" على"خبرا لقوله «إِنَّما بَغْيُكُمْ» لفصلكبين الصلة و الموصول.

اللغة‏

التسيير التحريك في جهة تمتد كالسيرالممدود و البر الأرض الواسعة التي تقطعمن بلد إلى بلد و منه البر لاتساع الخير بهو البحر مستقر الماء الواسع حتى لا يرى منوسطه حافتاه و الفلك السفن و سميت فلكالدورانها في الماء و أصله الدور و منه فلكةالمغزل و تفلك ثدي الجارية إذا استدار والفلك يكون جمعا و واحدا و هو هاهنا جمع والعاصف الريح الشديدة و عصفت الريح فهيعاصف و عاصفة قال:


  • حتى إذا عصفت ريح مزعزعة فيها قطار ورعد صوته زجل‏

  • فيها قطار ورعد صوته زجل‏ فيها قطار ورعد صوته زجل‏

الإعراب‏‏

جواب إذا الأولى في إذا الثانية و إنماجعل إذا جوابا لكونها بمعنى الجملة لمافيها من معنى المفاجاة و هي ظرف مكان و هوكقوله «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْيَقْنَطُونَ» و معناه إن تصبهم سيئة قنطواو إذا أذقنا الناس رحمة مكروا و جرين بهمابتداء الكلام خطاب و بعد ذلك إخبار عنغائب لأن كل من أقام الغائب مقام من يخاطبهجاز له أن يرده إلى الغائب قال كثير:


  • أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا و لامقلية إن تقلت‏

  • لدينا و لامقلية إن تقلت‏ لدينا و لامقلية إن تقلت‏

و قال عنترة:


  • شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا عليطلابك ابنة مخرم‏

  • عسرا عليطلابك ابنة مخرم‏ عسرا عليطلابك ابنة مخرم‏

و قوله «فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْيَبْغُونَ» المعنى فلما أنجاهم بغوا

المعنى‏‏‏‏

ثم أخبر سبحانه عن ذميم فعالهم فقال «وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً» يريدبالناس الكفار فهو عموم يراد به الخصوص«مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ» أيراحة و رخاء بعد شدة و بلاء و حقيقة الذوقفيما له طعم يوجد إنما يكون طعمه بالفم وإنما قال أذقناهم الرحمة