ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاًإِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْبِالْبَيِّناتِ فَما كانُوالِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْقَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِالْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْبَعْدِهِمْ مُوسى وَ هارُونَ إِلىفِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِ بِآياتِنافَاسْتَكْبَرُوا وَ كانُوا قَوْماًمُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جاءَهُمُالْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذالَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَ لا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ(77) قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَناعَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِيالْأَرْضِ وَ ما نَحْنُ لَكُمابِمُؤْمِنِينَ (78)
روى حماد و يحيى عن أبي بكر و زيد عن يعقوبو يكون لكما الكبرياء بالياء و الباقونبالتاء.
الوجه في الياء أن تأنيث الكبرياء غيرحقيقي و قد فصل أيضا بينه و بين الفعل و منقرأ بالتاء فلأن لفظه لفظ التأنيث.
الإجرام اكتساب السيئة و أصله القطع واللفت الصرف عن الأمر يقال لفته يلفتهلفتا و امرأة لفوت ذات زوج لها ولد من غيرهلأنها تلفت إلى ولدها عنقها.
ثم بين سبحانه قصة من بعثه بعد نوح فقال«ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ» أي من بعدنوح و إهلاك قومه «رُسُلًا» يريد إبراهيمو هودا و صالحا و لوطا و شعيبا «إِلىقَوْمِهِمْ» الذين كانوا فيهم بعد أنتناسلوا و كثروا «فَجاؤُهُمْبِالْبَيِّناتِ» أي فأتوهم بالبراهين والمعجزات الدالة على صدقهم الشاهدةبنبوتهم «فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِماكَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ» أي لم يكونواليصدقوا يعني أولئك الأقوام الذين بعثإليهم الرسل بما كذبت به أوائلهم الذين همقوم نوح أي كانوا مثلهم في الكفر و العتو وقيل معناه لم يكن منهم من يؤمن من بعد هذهالآيات بما كذبوا به من قبلها بل كانتالحالتان سواء عندهم قبل البينات و بعدهاعن