مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 228
نمايش فراداده

من لا يستطيع السمع و إن أبصارهم لمتنفعهم مع إعراضهم عن تدبر الآيات فكأنهملم يبصروا و مما يجري هذا المجرى قولالأعشى:


  • ودع هريرة إن الركب مرتحل و هل تطيقوداعا أيها الرجل‏

  • و هل تطيقوداعا أيها الرجل‏ و هل تطيقوداعا أيها الرجل‏

و قد علمنا أن الأعشى كان يقدر على الوداعو إنما نفى الطاعة عن نفسه من حيث الكراهيةو الاستثقال (و ثالثها) أنه إنما عنى بذلكآلهتهم و أوثانهم و تقدير الكلام أولئكالكفار و آلهتهم لم يكونوا معجزين فيالأرض يضاعف لهم العذاب و قال مخبرا عنالآلهة «ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَالسَّمْعَ وَ ما كانُوا يُبْصِرُونَ» وروي ذلك عن ابن عباس و فيه أدنى بعد (ورابعها) أن ما هنا ليست للنفي بل تجري مجرىقولهم لأواصلنك ما لاح نجم و المعنى أنهممعذبون ما داموا أحياء «أُولئِكَالَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» من حيثفعلوا ما استحقوا به العقاب فهلكوا فذلكخسران أنفسهم و خسران النفس أعظم الخسرانلأنه ليس عنها عوض «وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ماكانُوا يَفْتَرُونَ» مضى بيانه مرارا «لاجَرَمَ» قال الزجاج لا نفي لما ظنوا أنهينفعهم كان المعنى لا ينفعهم ذلك جرم«أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُالْأَخْسَرُونَ» أي كسب ذلك الفعل لهمالخسران و قال غيره معناه لا بد و لا محالةأنهم و قيل معناه حقا و يستعمل في أمر يقطععليه و لا يرتاب فيه أي لا شك أن هؤلاءالكفار هم أخسر الناس في الآخرة.

النظم‏

اتصلت الآية الأولى بقوله قُلْ فَأْتُوابِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ و المراد أنهمإذا لم يأتوا بذلك فقل لهم أ فمن كان علىبينة كمن لا يكون معه بينة و قيل اتصلتبقوله مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَالدُّنْيا أي من كان مجتهدا في الدين كمنكان همه الحياة الدنيا و زينتها و وجهاتصال الآية الثانية و هي قوله «وَ مَنْأَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَىاللَّهِ كَذِباً» أنه سبحانه أراد أن يبينحال العاقل و الغافل فكأنهم قالوا و مايضرنا أن لا نعرف ذلك فأجيبوا بأن من لايعرف الله لا يأمن أن يكذب على الله و منأظلم ممن كذب على الله.

سورة هود (11): الآيات 23 الى 24

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى‏رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِهُمْ فِيها خالِدُونَ (23) مَثَلُالْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى‏ وَالْأَصَمِّ وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِهَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَ فَلاتَذَكَّرُونَ (24)