مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 26
نمايش فراداده
بالمكان إذا اتخذه وطنا و حنين اسم وادبين مكة و الطايف و الإعجاب السرور بمايتعجب منه و العجب السرور بالنفس و الرحبالسعة في المكان و ضده الضيق و قولهم مرحبامعناه أتيت سعة و السكينة الطمأنينة والأمنة و هي فعيلة من السكون قال الشاعر:


  • لله قبر عالها ما ذا أجن لقد أجن سكينة ووقارا

  • لقد أجن سكينة ووقارا لقد أجن سكينة ووقارا

و الجنود الجموع التي تصلح للحروب.

الإعراب‏‏

مواطن لا ينصرف لأنه جمع ليس على مثالالآحاد «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» أي و في يومحنين عطف على مواطن أي و نصركم في يوم حنينو إنما صرف حنينا لأنه اسم لمذكر و هو واد ولو ترك صرفه على أنه اسم للبقعة لجاز قالالشاعر:


  • نصروا نبيهم و شدوا أزرهم بحنين يومتواكل الأبطال‏

  • بحنين يومتواكل الأبطال‏ بحنين يومتواكل الأبطال‏

و ما في قوله «بِما رَحُبَتْ» مصدرية أيبرحبها و سعتها.

المعنى‏‏‏‏

لما تقدم أمر المؤمنين بالقتال ذكرهمبعده بما أتاهم من النصر حالا بعد حال فقال«لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَكَثِيرَةٍ» اللام للقسم فكأنه سبحانهأقسم بأنه نصر المؤمنين أي أعانهم علىأعدائهم في مواضع كثيرة على ضعفهم و قلةعددهم حثا لهم على الانقطاع إليه و مفارقةالأهلين و الأقربين في طاعته و ورد عن الصادقين (ع) إنهم قالوا كانتالمواطن ثمانين موطنا و روي أن المتوكل اشتكى شكاية شديدة فنذر أنيتصدق بمال كثير إن شفاه الله فلما عوفيسأل العلماء عن حد المال الكثير فاختلفتأقوالهم فأشير عليه أن يسأل أبا الحسن عليبن محمد بن علي بن موسى (ع) و قد كان حبسه فيداره فأمر أن يكتب إليه فكتب يتصدقبثمانين درهما ثم سألوه عن العلة في ذلكفقرأ هذه الآية و قال عددنا تلك المواطنفبلغت ثمانين موطنا «وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» أي و في يوم حنين«إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ» أيسرتكم و صرتم معجبين بكثرتكم قال قتادة وكان سبب انهزام المسلمين يوم حنين أنبعضهم قال حين رأى كثرة المسلمين لن نغلباليوم عن قلة فانهزموا بعد ساعة و كانوااثني عشر ألفا و قيل إنهم كانوا عشرة آلافو قيل ثمانية آلاف و الأول أصح و أكثر فيالرواية «فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ‏