مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 307
نمايش فراداده

فقال بعضهم «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُأَنْ يُشْرَكَ بِهِ» الآية فقال حسنة وليست إياها و قال بعضهم وَ مَنْ يَعْمَلْسُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ قال حسنة وليست إياها و قال بعضهم «قُلْ يا عِبادِيَالَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْرَحْمَةِ اللَّهِ» قال حسنة و ليست إياهاو قال بعضهم «وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوافاحِشَةً» الآية قال حسنة و ليست إياهاقال ثم أحجم الناس فقال ما لكم يا معشرالمسلمين فقالوا لا و الله ما عندنا شي‏ءقال سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول أرجى آيةفي كتاب الله «وَ أَقِمِ الصَّلاةَطَرَفَيِ النَّهارِ» و قرأ الآية كلها قاليا علي و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيراإن أحدكم ليقوم من وضوئه فتساقط عن جوارحهالذنوب فإذا استقبل الله بوجهه و قلبه لمينفتل و عليه من ذنوبه شي‏ء كما ولدته أمهفإن أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلكحتى عد الصلوات الخمس ثم قال يا علي إنمامنزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار علىباب أحدكم فما يظن أحدكم لو كان في جسدهدرن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات أ كانيبقى في جسده درن فكذلك و الله الصلواتالخمس لأمتي‏ و قيل «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَالسَّيِّئاتِ» معناه إن الدوام على فعلالحسنات يدعو إلى ترك السيئات فكأنهايذهبن بها و قيل إن المراد بالحسناتالتوبة فإنها تذهب السيئات بأن تسقطعقابها لأنه لا خلاف في أن العقاب يسقط عندالتوبة «ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ»يعني إن ما ذكره من إن الحسنات تذهبالسيئات فيه تذكار و موعظة لمن تذكر به وفكر فيه «وَ اصْبِرْ» قيل معناه و اصبر علىالصلاة كما قال وَ أْمُرْ أَهْلَكَبِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها«فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالْمُحْسِنِينَ» أي المصلين عن ابن عباس وقيل معناه اصبر يا محمد على أذى قومك وتكذيبهم إياك و على القيام بما افترضتهعليك و على أداء الواجبات و الامتناع عنالمقبحات فإن الله لا يهمل جزاء المحسنينعلى إحسانهم و لا يبطله بل يكافيهم عليهأكمل الثواب «فَلَوْ لا كانَ مِنَالْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوابَقِيَّةٍ» أي هلا كان و إلا كان و معناهالنفي و تقديره لم يكن من القرون من قبلكمقوم باقون «يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِفِي الْأَرْضِ» أي كان يجب أن يكون منهمقوم بهذه الصفة مع إنعام الله تعالى عليهمبكمال العقل و بعثة الرسل إليهم و إقامةالحجج لهم و هذا تعجيب و توبيخ لهؤلاءالذين سلكوا سبيل من قبلهم في الفساد نحوعاد و ثمود و القرون التي عدها القرآن وأخبر بهلاكها أي إن العجب منهم كيف لم تكنمن جملتهم بقية في الأرض يأمرون فيهابالمعروف و ينهون عن المنكر و كيف اجتمعواعلى الكفر حتى استأصلهم الله بالعذاب وأنواع العقوبات لكفرهم بالله و معاصيهم لهو قيل «أُولُوا بَقِيَّةٍ» معناه ذوو دينو خير و قيل معناه ذوو بركة و قيل ذوو تمييزو طاعة «إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْأَنْجَيْنا مِنْهُمْ» المعنى إن قليلامنهم كانوا ينهون عن الفساد و هم الأنبياءو الصالحون الذين آمنوا مع الرسلفأنجيناهم من العذاب‏