و لا يكله إلى غيره و قيل معناه و اللهغالب على أمر نفسه لا يعجزه شيء منتدابيره و أفعاله فهو الفاعل لما يشاء كيفيشاء «وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ» إن الله غالب على أمر نفسهأو أمر يوسف و قيل معناه لا يعلمون ما يصنعالله بيوسف و ما يؤول إليه حاله «وَ لَمَّابَلَغَ» يوسف «أَشُدَّهُ» أي منتهى شبابهو قوته و كمال عقله و قيل الأشد من ثمانيعشرة سنة إلى ثلاثين سنة عن ابن عباس و قيلأن أقصى الأشد أربعون سنة و قيل ستون سنة وهو قول الأكثرين و يؤيده الحديث من عمره الله ستين سنة فقد أعذرإليه و قيل أن ابتداء الأشد من ثلاث و ثلاثينسنة عن مجاهد و كثير من المفسرين و قيل منعشرين سنة عن الضحاك «آتَيْناهُ حُكْماً»أي أعطيناه القول الفصل الذي يدعو إلىالحكمة «وَ عِلْماً» و هو تبيين الشيءعلى ما هو به بما يحل في القلب عن علي بنعيسى و قيل الحكم النبوة و العلم الشريعةعن ابن عباس و قيل الحكم الدعاء إلى دينالله و العلم علم الشرع و قيل أراد الحكمبين الناس و العلم بوجوه المصالح فإنالناس كانوا إذا تحاكموا على العزيز أمرهبأن يحكم بينهم لما رأى من عقله و أصابتهفي الرأي و قيل هو العلم و العمل به و هوالحكم «وَ كَذلِكَ نَجْزِيالْمُحْسِنِينَ» أي مثل ما جزينا يوسفبصبره نجزي كل من أحسن أي فعل الأفعالالحسنة من الطاعات و قيل أن المحسنينالصابرون على النوائب عن الضحاك و قيل همالمؤمنون عن ابن عباس و قيل أراد محمدا (ص)أي كما فعلنا بيوسف و أعطيناه الملك بعدمقاساته البلاء و الشدة كذلك نفعل بك يامحمد عن ابن جريج.
وَ راوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهاعَنْ نَفْسِهِ وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوابَوَ قالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَاللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُالظَّالِمُونَ (23)
قرأ أهل المدينة و الشام هيت لك بكسرالهاء و فتح التاء و قرأ ابن كثير هيت لكبفتح الهاء و ضم التاء و قرأ الباقون«هَيْتَ لَكَ» بفتح الهاء و التاء و روي عن علي (ع) و أبي رجاء و أبي وائل و يحيىبن وثاب هئت لك بالهمزة و ضم التاء و روي ذلك على خلاف فيه عن ابن عباس و عنعكرمة و مجاهد و قتادة و روي عن ابن عباسأيضا هيت لك بفتح الهاء و كسر التاء و رويذلك عن أبي الأسود و ابن أبي إسحاق و ابنمحيصن و عيسى الثقفي و روي أيضا عن ابنعباس هيئت لك أيضا.