أردتم أكله فدوسوه و اتركوا الباقي فيالسنبل و قيل إنما أمرهم بذلك لأن السنبللا يقع فيه سوس و لا يهلك و إن بقي مدة منالزمان و إذا صفي أسرع إليه الهلاك «ثُمَّيَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌشِدادٌ» أي سبع سنين مجدبات صعاب تشد علىالناس «يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْلَهُنَّ» معناه تأكلن فيها ما قدمتم فيالسنين المخصبة لتلك السنين و إنما أضافالأكل إلى السنين لأنه يقع فيها كما قالالشاعر:
و قيل أراد بالأكل الإفناء و الإهلاك كمايقال أكل السير لحم الناقة أي ذهب به قالزيد بن أسلم كان يوسف يصنع طعام اثنينفيقربه إلى رجل فيأكل نصفه حتى كان ذات يومقربه إليه فأكله كله فقال هذا أول يوم منالسبع الشداد «إِلَّا قَلِيلًا مِمَّاتُحْصِنُونَ» معناه إلا شيئا قليلا مماتحرزون و تدخرون «ثُمَّ يَأْتِي مِنْبَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُالنَّاسُ» معناه ثم يأتي من بعد هذهالسنين الشداد عام فيه يمطر الناس منالغيث و قيل يغاثون من الغوث و الغياث أيينقذون و ينجون من القحط «وَ فِيهِيَعْصِرُونَ» الثمار التي تعصر في الخصبكالعنب و الزيت و السمسم عن ابن عباس ومجاهد و قتادة ينجون من الجدب من العصرة والعصر و الاعتصار الالتجاء قال عدي بن زيد:
و هذا القول من يوسف إخبار بما لم يسألوهمنه و لم يكن في رؤيا الملك بل هو مما أطلعهالله تعالى عليه من علم الغيب ليكون منآيات نبوته (ع) قال البلخي و هذا التأويل منيوسف يدل على بطلان قول من يقول إن الرؤياعلى ما عبرت أولا لأنهم كانوا قالوا هيأضغاث أحلام فلو كان ما قالوه صحيحا لكانيوسف لا يتأولها.