مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 380
نمايش فراداده

سلب نعمة زيد للعلة التي ذكرناها عوضهفيها و أعطاه بدلا منها عاجلا أو آجلافيمكن أن يتأول قوله (ع) العين حق على هذاالوجه على أنه‏ قد روي عنه (ع) ما يدل على أن الشي‏ء إذاعظم في صدور العباد وضع الله قدره و صغرأمره‏ و إذا كان الأمر على هذا فلا ينكر تغييرحال بعض الأشياء عند نظر بعض الناظرينإليه و استحسانه له و عظمه في صدره وفخامته في عينه كما روي أنه قال لما سبقت ناقته العضباء وكانت إذا سوبق بها لم تسبق ما رفع العبادمن شي‏ء إلا وضع الله منه‏ و يجوز أن يكون ما أمر به المستحسن للشي‏ءعند رؤيته من تعويذه بالله و الصلاة علىرسول الله (ص) قائما في المصلحة مقام تغييرحالة الشي‏ء المستحسن فلا يغير عند ذلكلأن الرائي لذلك قد أظهر الرجوع إلى اللهتعالى و الإعاذة به فكأنه غير راكن إلىالدنيا و لا مغتر بها انتهى كلامه رضي اللهعنه «وَ ما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِمِنْ شَيْ‏ءٍ» أي و ما أدفع من قضاء اللهمن شي‏ء أن كان قد قضي عليكم الإصابةبالعين أو غير ذلك «إِنِ الْحُكْمُ إِلَّالِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ» فهوالقادر على أن يحفظكم من العين أو من الحسدو يردكم علي سالمين «وَ عَلَيْهِفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ» أيو ليفوضوا أمورهم إليه و ليثقوا به «وَلَمَّا دَخَلُوا» مصر «مِنْ حَيْثُأَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ» أي من أبوابمتفرقة كما أمرهم يعقوب و قيل كان لمصرأربعة أبواب فدخلوها من أبوابها الأربعةمتفرقين «ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَاللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا حاجَةً فِينَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها» أي لم يكندخولهم مصر كذلك يغني عنهم أو يدفع عنهمشيئا أراد الله تعالى إيقاعه بهم من حسد أوإصابة عين و هو (ع) كان عالما أنه لا ينفعحذر من قدر و لكن كان ما قاله لبنيه حاجة فيقلبه فقضى يعقوب تلك الحاجة أي أزال بهاضطراب قلبه لأن لا يحال على العين مكروهيصيبهم و قيل معناه أن العين لو قدر أنتصيبهم لأصابتهم و هم متفرقون كما تصيبهممجتمعين عن الزجاج قال و حاجة استثناء ليسمن الأول بمعنى لكن حاجة «وَ إِنَّهُلَذُو عِلْمٍ» أي ذو يقين و معرفة بالله«لِما عَلَّمْناهُ» أي لأجل تعليمنا إياهعن مجاهد مدحه الله سبحانه بالعلم والمعنى أنه حصل له العلم بتعليمنا إياه وقيل و أنه لذو علم لما علمناه أي يعلم ماعلمناه فيعمل به لأن من علم شيئا و لا يعملبه كان كمن لا يعلم فعلى هذا يكون اللام فيقوله «لِما عَلَّمْناهُ» كاللام في قوله«لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ» «وَ لكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ» مرتبةيعقوب في العلم عن الجبائي و قيل لا يعلمالمشركون ما ألهم الله أولياءه عن ابنعباس.