فكأنه قال يا أسف هذا من أوانك و قوله«عَلى يُوسُفَ» من صلة المصدر«تَفْتَؤُا» معناه لا تفتا حذف حرف النفيلعلم السامع به كما في قول امرئ القيس:
و إنما جاز ذلك لأنه لا يجوز في القسمتالله تفعل حتى تقول تالله لتفعلن أو تقوللا تفعل.
ثم أخبر سبحانه أنه قال كبيرهم في السن أوفي العلم «ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْفَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَسَرَقَ» في الظاهر «وَ ما شَهِدْنا» عندكبهذا «إِلَّا بِما عَلِمْنا» أي بما شهدنامن أن الصاع استخرج من رحله في الظاهر وبين بهذا أنهم لم يكونوا قاطعين على أنهسرق و قيل معناه ما شهدنا عند يوسف أنالسارق يسترق إلا بما علمنا أن الحكم ذلك ولم نعلم أن ابنك سرق أم لا إلا أنه وجدالصاع عنده فحكم بأنه السارق في الظاهر وإنما قالوا ذلك حين قال يعقوب (ع) لهم مايدري الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته و يسترقو إنما علم ذلك بقولكم «وَ ما كُنَّالِلْغَيْبِ حافِظِينَ» أي إنا لم نعلمالغيب حين سألناك أن تبعث ابن يامين معنا ولم ندر أن أمره يؤول إلى هذا و إنما قصدنابه الخير و لو علمنا ذلك ما ذهبنا به عنمجاهد و قتادة و الحسن قال علي بن عيسى علمالغيب هو علم من لو شاهد الشيء لشاهدهبنفسه لا بأمر يستفيده و العالم بهذاالمعنى هو الله وحده جل اسمه و قيل معناهما كنا لسر هذا الأمر حافظين و به عالمينفلا ندري أنه سرق أم كذبوا عليه و إنماأخبرناك بما شاهدنا عن عكرمة و قيل معناهما كنا لغيب ابنك حافظين أي إنا كنا نحفظهفي محضره و إذا غاب عنا ذهب عن حفظنا يعنونأنه سرق ليلا و هم نيام و الغيب هو الليلبلغة حمير عن ابن عباس قال أي إنا لم نعلمما كان يصنع في ليله و نهاره و مجيئه وذهابه «وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ» أي أهلالقرية «الَّتِي كُنَّا فِيها» و القريةمصر عن ابن عباس و الحسن و قتادة و معناه سلمن شئت من أهل مصر عن هذا الأمر فإن هذاالأمر شائع فيهم يخبرك به من سألته و إنماقالوا ذلك لأن بعض أهلها كانوا قد صارواإلى الناحية التي كان فيها أبوهم و العربتسمي الأمصار و المدائن قرى «وَ الْعِيرَالَّتِي أَقْبَلْنا فِيها» أي و سل أهلالقافلة التي قدمنا فيها و كانوا من أرضكنعان من جيران يعقوب و إنما حذف المضافللإيجاز و لأن المعنى مفهوم و قيل إنه ليسفي الكلام حذف لأن يعقوب (ع) نبي صاحب معجز