مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
يجوز أن تكلمه القرية و العير على وجه خرقالعادة و إنما قالوا ذلك لأنهم كانوا أهلتهمة عند يعقوب «وَ إِنَّا لَصادِقُونَ»فيما أخبرناك به «قالَ بَلْ سَوَّلَتْلَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً» هاهنا حذفكثير يدل الحال عليه تقديره فلما رجعواإلى أبيهم و قصوا عليه القصة بطولها قاللهم ما عندي أن الأمر على ما تقولونه بلسولت لكم أنفسكم أمرا فيما أظن «فَصَبْرٌجَمِيلٌ» أي فأمري صبر جميل لا جزع منه«عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْجَمِيعاً» أي عسى الله أن يأتيني بيوسف وابن يامين و روبيل أو شمعون أو لاوي أويهوذا «إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ» بعباده«الْحَكِيمُ» في تدبير الخلق «وَتَوَلَّى عَنْهُمْ» أي انصرف و أعرض عنهمبشدة الحزن لما بلغه خبر حبس ابن يامين وهاج ذلك وجده بيوسف لأنه كان يتسلى به «وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ» أي ياطول حزني على يوسف عن ابن عباس و روي عنسعيد بن جبير أنه قال لقد أعطيت هذه الأمةعند المصيبة ما لم يعط الأنبياء قبلهمإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِراجِعُونَ و لو أعطيها الأنبياء لأعطيهايعقوب إذ يقول «يا أَسَفى عَلى يُوسُفَوَ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ»و البكاء و لما كان البكاء من أجل الحزنأضاف بياض البصر إليه و سئل الصادق (ع) ما بلغ من حزن يعقوب علىيوسف قال حزن سبعين حرى ثكلى قيل كيف و قدأخبر أنه يرد عليه فقال أنسى ذلك و قيل إنه عمي ست سنين عن مقاتل و قيل إنهأشرف على العمى فكان لا يرى إلا شيئا يسيرا«فَهُوَ كَظِيمٌ» و الكظيم هاهنا بمعنىالكاظم و هو المملوء من الهم و الحزنالممسك للغيظ لا يشكوه لأهل زمانه و لايظهره بلسانه و لذلك لقب موسى بن جعفر (ع)الكاظم لكثرة ما كان يتجرع من الغيظ و الغمطول أيام خلافته لأبيه في ذات الله تعالى وقال ابن عباس و هو المغموم المكروب«قالُوا» أي قال ولد يعقوب لأبيهم«تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ»أي لا تزال تذكر يوسف «حَتَّى تَكُونَحَرَضاً» أي دنفا فاسد العقل عن ابن عباس وابن إسحاق و قيل قريبا من الموت عن مجاهد وقيل هرما باليا عن قتادة و الضحاك «أَوْتَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ» أي الميتين وإنما قالوا ذلك إشفاقا عليه و تعطفا و رحمةله و قيل إنهم قالوا ذلك تبرما ببكائه إذتنغص عيشهم بذلك «قالَ» يعقوب في جوابهم«إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي» أي همي عن ابنعباس و قيل حاجتي عن الحسن «وَ حُزْنِيإِلَى اللَّهِ» المعنى إنما أشكو حزني وحاجتي و اختلال حالي و انتشارها إلي اللهفي ظلم الليالي و أوقات خلواتي لا إليكم وقيل البث ما أبداه و الحزن ما أخفاه و روي عن النبي (ص) أن جبرائيل أتاه فقال يايعقوب إن الله يقرأ عليك السلم و يقول أبشرو ليفرح قلبك فو عزتي لو كانا ميتينلنشرتهما لك اصنع طعاما للمساكين فإن أحبعبادي إلي المساكين أ و تدري لم أذهبت بصركو قوست ظهرك لأنكم ذبحتم شاة و أتاكم مسكينو هو صائم فلم تطعموه شيئا فكان يعقوب بعدذلك إذا أراد الغذاء أمر مناديا ينادي ألا