مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 400
نمايش فراداده

يدل على أنهم ندموا على ما فعلوا و لميصروا عليه «قالَ» يوسف «لا تَثْرِيبَعَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» أي لا تعيير و لاتوبيخ و لا تقريع عليكم الآن فيما فعلتم«يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ» ذنوبكم فإنيأستغفر الله لكم «وَ هُوَ أَرْحَمُالرَّاحِمِينَ» في عفوه عنكم ما تقدم منذنبكم و قيل في صنيعه بي حتى جعلني ملكا وقيل أراد باليوم الزمان فتدخل فيه الأوقاتكلها كما قال الشاعر:


  • فاليوم يرحمنا من كان يغبطنا و اليومنتبع من كانوا لنا تبعا.

  • و اليومنتبع من كانوا لنا تبعا. و اليومنتبع من كانوا لنا تبعا.

و قيل إن الكلام قد تم عند قوله «لاتَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ» ثم ابتدأ بقوله«الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ» وهو دعاء لهم «اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذافَأَلْقُوهُ عَلى‏ وَجْهِ أَبِي يَأْتِبَصِيراً» قيل أنه (ع) لما عرفهم نفسهسألهم عن أبيه فقال ما فعل أبي بعدي قالواذهبت عيناه فقال اذهبوا بقميصي هذا واطرحوه على وجهه يعد مبصرا كما كان من قبلقال ابن عباس «يَأْتِ بَصِيراً» يرتدبصيرا و يذهب البياض الذي على عينيه «وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ» إذاعاد بصيرا و هذا كان معجزا منه إذ لا يعرفأنه يعود بصيرا بإلقاء القميص على وجههإلا بالوحي و قيل أن يوسف قال إنما يذهببقميصي من ذهب به أولا فقال يهوذا أنا ذهبتبه و هو ملطخ بالدم فأخبرته أنه أكله الذئبقال فاذهب بهذا أيضا و أخبره أنه حي وأفرحه كما حزنته فحمل القميص و خرج حافياحاسرا حتى أتاه و كان معه سبعة أرغفة وكانت مسافة بينهما ثمانين فرسخا فلم يستوفالأرغفة في الطريق و قد ذكرنا شأن القميصمن قبل و روى أيضا الواحدي بإسناده يرفعه إلى أنسبن مالك عن رسول الله (ص) قال أن نمرودالجبار لما ألقى إبراهيم في النار نزلإليه جبرائيل بقميص من الجنة و طنفسة منالجنة فألبسه القميص و أقعده على الطنفسةو قعد معه يحدثه فكسا إبراهيم ذلك القميصإسحاق و كساه إسحاق يعقوب و كساه يعقوبيوسف فجعله في قصبة من فضة و علقها في عنقهفألقي في الجب و القميص في عنقه فذلك قوله«اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا» و قال ابن عباس أخرج لهم قصبة من فضة كانتفي عنقه لم يعلم بها إخوته فيها قميص و هوالذي نزل به جبرائيل على إبراهيم و ذكرالقصة و قال مجاهد أمره جبرائيل أن أرسلإليه قميصك فإن فيه ريح الجنة لا يقع علىمبتلى و لا سقيم إلا صح و عوفي.