إسحاق و عيسى بن عمرو و قرأ سائر القراء«وَ رَسُولِهِ» بالرفع و في الشواذ قراءةعكرمة و عطا لم ينقضوكم بالضاد المعجمة
من قرأ «وَ رَسُولِهِ» بالرفع فإنه علىالابتداء و خبره محذوف و يدل عليه ما تقدمهو تقديره و رسوله أيضا بريء منهم و يجوزأن يكون معطوفا على المضمر في بريء و حسنالعطف عليه و إن كان غير مؤكد لأن قوله«مِنَ الْمُشْرِكِينَ» قام مقام التوكيدو ذكر سيبويه وجها ثالثا و هو أن يكونمعطوفا على موضع أن و هذا وهم منه لأن أنالمفتوحة مع ما بعدها في تأويل المصدر فقدتغيرت عن حكم المبتدأ و صارت في حكم ليت ولعل و كان في إحداثها معنى يفارق المبتدأفكما لا يجوز العطف على مواضعهن فكذا لايجوز العطف على موضع أن و إنما يجوز العطفعلى موضع إن المكسورة كما قال الشاعر:
و لعل سيبويه توهم أنها مكسورة فحمل علىموضعها فقد قرأ في الشواذ إن الله بريءبالكسر فلعله تأول على هذه القراءة و مننصب عطفه على اسم الله تعالى و على هذافيكون خبره محذوفا أيضا و من قرأ لمينقضوكم فمعناه لم ينقضوا أموركم وعهودكم.
الأذان الإعلام يقال أذنته بكذا فأذن أيأعلمته فعلم و قيل إن أصله من النداء الذييسمع بالأذن و معناه أوقعه في أذنه و تأذنبمعنى آذن كما يقال تيقن و أيقن و المدة والزمان و الحين نظائر و أصله من مددتالشيء مدا فكأنه زمان طويل الفسحة والمدة عند المتكلمين اسم للمعدود من حركاتالفلك و هو محدث.
و أذان عطف على براءة عن الزجاج و قيل إنتقديره عليكم أذان لأن فيه معنى الأمرفيكون مبتدأ و خبره محذوف عن علي بن عيسى ويجوز أن يكون مبتدأ و الخبر قوله «أَنَّاللَّهَ بَرِيءٌ» على حذف الباء كأنهقال بأن الله و على الوجهين الأولين يكونموضع أن نصبا على أنه مفعول له و قوله«الَّذِينَ عاهَدْتُمْ» في موضع نصب علىالاستثناء و بشر معطوف على معنى الأذان أيأذن و بشر عن أبي مسلم.
ثم بين سبحانه أنه يجب إعلام المشركينببراءة منهم لئلا ينسبوا المسلمين إلىالغدر قال «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ» معناه و إعلامو فيه معنى الأمر أي أذنوا