مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 86
نمايش فراداده

سورة التوبة (9): الآيات 84 الى 85

وَ لا تُصَلِّ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى‏قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِوَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ(84) وَ لا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُأَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْياوَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْكافِرُونَ (85)

الإعراب‏‏

مات جملة في موضع جر صفة لأحد و تقديره علىأحد ميت منهم و أبدا منصوب لأنه ظرف لقوله«تُصَلِّ» و إنما كسر أن من قوله«إِنَّهُمْ كَفَرُوا» و إن كان في موضعالتعليل لتحقيق الإخبار بأنهم على الصفةالتي ذكرها.

المعنى‏‏‏‏

ثم نهى سبحانه نبيه (ص) عن الصلاة عليهمفقال «وَ لا تُصَلِّ» يا محمد «عَلى‏أَحَدٍ مِنْهُمْ» أي من المنافقين «ماتَأَبَداً» أي بعد موته‏ فإنه (ع) كان يصلي عليهم و يجري عليهمأحكام المسلمين‏ «وَ لا تَقُمْ عَلى‏ قَبْرِهِ» أي لا تقفعلى قبره للدعاء فإنه (ع) كان إذا صلى على ميت يقف على قبرهساعة و يدعو له فنهاه الله تعالى عن الصلاةعلى المنافقين و الوقوف على قبورهم والدعاء لهم ثم بين سبحانه سبب الأمرينفقال «إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ»فما صلى رسول الله (ص) بعد ذلك على منافقحتى قبض‏ و في هذه الآية دلالة على أن القيام علىالقبر للدعاء عبادة مشروعة و لو لا ذلك لميخص سبحانه بالنهي عنه الكافر و روي أنه (ص) صلى على عبد الله بن أبي وألبسه قميصه قبل أن ينهى عن الصلاة علىالمنافقين‏ عن ابن عباس و جابر و قتادة و قيل إنه (ص) أراد أن يصلي عليه فأخذجبرائيل بثوبه و تلا عليه «وَ لا تُصَلِّعَلى‏ أَحَدٍ مِنْهُمْ» الآية عن أنس و الحسن و روي أنه قيل لرسول الله لم وجهت بقميصكإليه يكفن فيه و هو كافر فقال إن قميصي لنتغني عنه من الله شيئا و إني أؤمل من اللهأن يدخل بهذا السبب في الإسلام خلق كثيرفروي أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه يطلبالاستشفاء بثوب رسول الله (ص) ذكره الزجاج قال و الأكثر في الرواية أنهلم يصل عليه «وَ لا تُعْجِبْكَأَمْوالُهُمْ وَ أَوْلادُهُمْ» الخطابللنبي (ص) و المراد به الأمة «إِنَّمايُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهافِي الدُّنْيا» بما يلحقهم فيها منالمصائب و الغموم و بما يأخذها منهمالمسلمون على وجه الغنيمة و بما يشق عليهممن إخراجها في الزكاة و الإنفاق في سبيلالله مع اعتقادهم بطلان الإسلام فيشدعليهم فيكون ذلك عذابا لهم «وَ تَزْهَقَأَنْفُسُهُمْ» أي تهلك بالموت «وَ هُمْكافِرُونَ» أي في حال كفرهم و قد مضى تفسيرمثل هذه الآية و إنما كرر للتذكير فيموطنين مع بعد أحدهما عن الآخر