مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 12
نمايش فراداده

أصناما من حجارة لا تضر و لا تنفع «وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً» أي تفتعلون كذبابأن تسموا هذه الأوثان آلهة عن السدي و قيلمعناه و تصنعون أصناما بأيديكم و سماهاإفكا لادعائهم إنها آلهة عن مجاهد و قتادةو أبي علي الجبائي ثم ذكر عجز آلهتهم عنرزق عابديها فقال «إِنَّ الَّذِينَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً» أي لايقدرون على أن يرزقوكم و الملك قدرةالقادر على ماله أن يتصرف في ماله أتمالتصرف و ليس ذلك إلا لله على الحقيقة فإنالإنسان إنما يملك ما يملكه الله تعالى ويأذن له في التصرف فيه فأصل الملك لجميعالأشياء لله تعالى فمن لا يملك أن يرزقغيره لا يستحق العبادة لأن العبادة تجببأعلى مراتب النعمة و لا يقدر على ذلك غيرالله تعالى فلا يستحق العبادة سواه«فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ»أي اطلبوا الرزق من عنده دون من سواه «وَاعْبُدُوهُ وَ اشْكُرُوا لَهُ» على ماأنعم به عليكم من أصول النعم من الحياة والرزق و غيرهما «إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»أي إلى حكمه تصيرون يوم القيامة فيجازيكمعلى قدر أعمالكم ثم خاطب العرب فقال «وَإِنْ تُكَذِّبُوا» أي و إن تكذبوا محمدا(ص) «فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْقَبْلِكُمْ» أنبياءهم الذين بعثوا إليهم«وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّاالْبَلاغُ الْمُبِينُ» أي ليس عليه إلاالتبليغ الظاهر البين و ليس عليه حمل منأرسل إليه على الإيمان «أَ وَ لَمْيَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُالْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» يعني كفارمكة الذين أنكروا البعث و أقروا بأن اللههو الخالق فقال أ و لم يتفكروا فيعلموا كيفأبدأ الله الخلق بعد العدم ثم يعيدهمثانيا إذا أعدمهم بعد وجودهم قال ابن عباسيريد الخلق الأول و الخلق الآخر «إِنَّذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» غير متعذرلأن من قدر على الإنشاء و الابتداء فهو علىالإعادة أقدر ثم خاطب محمدا (ص) فقال«قُلْ» لهؤلاء الكفار «سِيرُوا فِيالْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَالْخَلْقَ» و تفكروا في آثار من كان فيهاقبلكم و إلى أي شي‏ء صار أمرهم لتعتبروابذلك و يؤديكم ذلك إلى العلم بربكم و قيلمعناه انظروا و ابحثوا هل تجدون خالقا غيرالله فإذا علموا أنه لا خالق ابتداء إلاالله لزمتهم الحجة في الإعادة و هو قوله«ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَالْآخِرَةَ» أي ثم الله الذي خلقها و أنشأخلقها ابتداء ينشئها نشأة ثانية و معنىالإنشاء الإيجاد من غير سبب «إِنَّاللَّهَ» تعالى «عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍقَدِيرٌ» أي إن الله على الإنشاء والإفناء و الإعادة و على كل شي‏ء يشاؤهقدير.

سورة العنكبوت (29): الآيات 21 الى 25

يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَنْيَشاءُ وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَ ماأَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِاللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْرَحْمَتِي وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌأَلِيمٌ (23) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِإِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْحَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَالنَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَ قالَإِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِاللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْفِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَالْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْبِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاًوَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْناصِرِينَ (25)