مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 113
نمايش فراداده

فناداه يا كعب افتح لي فقال ويحك يا حييإنك رجل مشئوم إني قد عاهدت محمدا (ص) و لستبناقض ما بيني و بينه و لم أر منه إلا وفاءو صدقا قال ويحك افتح لي أكلمك قال ما أنابفاعل قال إن أغلقت دوني إلا على حشيشةتكره أن آكل منها معك فأحفظ الرجل ففتح لهفقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر و ببحرطام جئتك بقريش على قادتها و سادتها وبغطفان على سادتها و قادتها قد عاهدوني أنلا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدا و من معهفقال كعب جئتني و الله بذل الدهر بجهام قدهراق ماؤه يرعد و يبرق و ليس فيه شي‏ءفدعني و محمدا و ما أنا عليه فلم أر من محمدإلا صدقا و وفاء فلم يزل حيي بكعب يفتل منهفي الذروة و الغارب حتى سمح له على أنأعطاه عهدا و ميثاقا لئن رجعت قريش و غطفانو لم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتىيصيبني ما أصابك فنقض كعب عهده و برى‏ءمما كان عليه فيما بينه و بين رسول الله (ص)فلما انتهى الخبر إلى رسول الله (ص) بعث سعدبن معاذ بن النعمان بن امرء القيس أحد بنيعبد الأشهل و هو يومئذ سيد الأوس و سعد ابنعبادة أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج و هويومئذ سيد الخزرج و معهما عبد الله بنرواحة و خوات بن جبير فقال انطلقوا حتىتنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لافإن كان حقا فالحنوا لنا لحنا نعرفه و لاتفتوا أعضاد الناس و إن كانوا على الوفاءفاجهروا به للناس و خرجوا حتى أتوهمفوجدوهم على أخبث مما بلغهم عنهم قالوا لاعقد بيننا و بين محمد و لا عهد فشاتمهم سعدبن عبادة و شاتموه و قال سعد بن معاذ دع عنكمشاتمتهم فإن ما بيننا و بينهم أعظم منالمشاتمة ثم أقبلوا إلى رسول الله (ص) وقالوا عضل و القارة لغدر عضل و القارةبأصحاب رسول الله خبيب بن عدي و أصحابالرجيع فقال رسول الله (ص) الله أكبرأبشروا يا معشر المسلمين و عظم عند ذلكالبلاء و اشتد الخوف و أتاهم عدوهم منفوقهم و من أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كلظن و ظهر النفاق من بعض المنافقين فأقامرسول الله (ص) و أقام المشركون عليه بضعا وعشرين ليلة لم يكن بينهم قتال إلا الرميبالنبل‏ إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ودأخو بني عامر بن لؤي و عكرمة بن أبي جهل وضرار بن‏