مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 121
نمايش فراداده

ليس منا من سلق أو حلق أو رفع صوته عندالمصيبة و قيل هو أن تصك وجهها و معنى حلق أي يحلقرأسه و شعره عند المصيبة. و الحديد ضدالكليل و الجمع حداد. و الأحزاب الجماعاتواحدها حزب و تحزبوا أي تجمعوا من مواضع والبادي الذي ينزل البادية و منه‏ الحديث من بدا جفا أي من نزل البادية كان فيه جفوة الإعراب والبداوة الخروج إلى البادية بفتح الباء وكسرها قال القطامي:


  • و من تكن الحضارة أعجبته فأي أناس باديةترانا.

  • فأي أناس باديةترانا. فأي أناس باديةترانا.

الإعراب‏‏

الضمير في دخلت عائد إلى البيوت «إِلَّايَسِيراً» تقديره إلا تلبسا يسيرا أوزمانا يسيرا فهو صفة ظرف زمان محذوف «وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ» لم يعمل إذالوقوعه بين الواو و الفعل و قد أعملت بعدأن في قول الشاعر:


  • لا تتركني فيهم شطيرا إني إذا أهلك أوأطيرا

  • إني إذا أهلك أوأطيرا إني إذا أهلك أوأطيرا

«وَ لا يَأْتُونَ» جملة معطوفة على صلةالموصول أي الذين يعوقون و لا يأتون و قوله«إِلَّا قَلِيلًا» تقديره إلا زماناقليلا و إن شئت إلا إتيانا قليلا أشحةمنصوب على الحال في الموضعين و قيل هو نصبعلى الذم كالذي يغشى عليه من الموت أي تدورأعينهم دورانا مثل دوران أعين الذي يغشىعليه من الموت فالكاف صفة مصدر محذوف و قدحذف بعد الكاف المضاف و المضاف إليه. هلممعناه أقبل و تعال و أهل الحجاز يقولونللواحد و الاثنين و الجمع و المذكر والمؤنث هلم بلفظ الواحد و إنما هي لم ضمتإليها هاء التي للتنبيه ثم حذفت الألفمنها إذا صارا شيئا واحدا كقولهم ويلمه وأصله ويل لأمه فلما جعلوهما شيئا واحداحذفوا و غيروا و أما بنو تميم فيصرفونهتصريف الفعل يقولون هلم يا رجل و هلما وهلموا و هلمي يا امرأة و هلما و هلممن يانساء إلا أنهم يفتحون آخر الواحد البتة.

المعنى‏

لما وصف سبحانه شدة الأمر يوم الخندق قال«هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ» أياختبروا و امتحنوا ليظهر لك حسن إيمانهم وصبرهم على ما أمرهم الله به من جهاد أعدائهفظهر من كان ثابتا قويا في الإيمان و منكان ضعيفا فيه «وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًاشَدِيداً» أي حركوا بالخوف تحريكا شديدا وأزعجوا إزعاجا عظيما و ذلك أن الخائف يكونقلقا مضطربا لا يستقر على مكانه قالالجبائي منهم من اضطرب خوفا على نفسه منالقتل و منهم من اضطرب عليه دينه‏