مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 124
نمايش فراداده

جهادهم الذي لم يقارنه إيمان لم يستحقواعليه ثوابا «وَ كانَ ذلِكَ» الإحباط أوكان نفاقهم «عَلَى اللَّهِ يَسِيراً» أيهينا ثم وصف سبحانه هؤلاء المنافقين فقال«يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْيَذْهَبُوا» أي يظنون أن الجماعات من قريشو غطفان و أسد و اليهود الذين تحزبوا علىرسول الله (ص) لم ينصرفوا و قد انصرفوا وإنما ظنوا ذلك لجبنهم و فرط حبهم قهرالمسلمين «وَ إِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ»أي و إن يرجع الأحزاب إليهم ثانية للقتال«يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِيالْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْأَنْبائِكُمْ» أي يود هؤلاء المنافقون أنيكونوا في البادية مع الأعراب يسألون عنأخباركم و لا يكونوا معكم حذرا من القتل وتربصا للدوائر «وَ لَوْ كانُوا فِيكُمْ ماقاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا» أي و لو كانهؤلاء المنافقون معكم و فيكم لم يقاتلوامعكم إلا قدرا يسيرا ليوهموا أنهم فيجملتكم لا لينصروكم و يجاهدوا معكم و قيلمعناه قتالا قليلا رياء و سمعة من غيراحتساب و لو كان هؤلاء المنافقون معكم وفيكم لم يقاتلوا معكم إلا قدرا يسيراليوهموا أنهم في جملتكم لا لينصروكم ويجاهدوا معكم و قيل معناه قتالا قليلارياء و سمعة من غير احتساب و لو كان للهتعالى لم يكن قليلا عن الجبائي و مقاتل.

سورة الأحزاب (33): الآيات 21 الى 25

لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوااللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَاللَّهَ كَثِيراً (21) وَ لَمَّا رَأَالْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذاما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مازادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَ تَسْلِيماً(22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُواما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْمَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْيَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً(23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَبِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَالْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَعَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراًرَحِيماً (24) وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَكَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُواخَيْراً وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَالْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّاعَزِيزاً (25)