و هو قراءة علي بن الحسين زين العابدين (ع)و أبي عبد الله (ع).
قال الزجاج أما الرفع في و الطير ففيهوجهان (أحدهما) أن يكون نسقا على الياء فيأو بي المعنى يا جبال رجعي التسبيح أنت معهو الطير (و الآخر) أن يكون معطوفا على لفظجبال التقدير يا جبال و الطير و أما النصبففيه ثلاثة أوجه (أحدها) أن يكون عطفا علىفضلا أي آتينا داود منا فضلا و الطير بمعنىو سخرنا له الطير حكى ذلك أبو عبيدة عن أبيعمرو بن العلاء (و الثاني) أن يكون نصبا علىالنداء و يكون معطوفا على محل جبال كأنهقال أدعو الجبال و الطير (و الثالث) أن يكونمنصوبا على معنى مع و المعنى أو بي معه و معالطير قال أبو علي من قرأ «وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ» بالنصب حمله علىالتسخير في قوله فَسَخَّرْنا لَهُالرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ و يقوي ذلكقوله وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةًو وجه الرفع أن الريح إذا سخرت لسليمان جازأن يقال له الريح على معنى له تسخير الريحفالرفع على هذا يؤول إلى معنى النصب لأنالمصدر المقدر في تقدير الإضافة إلىالمفعول به قال و القياس في الجوابي أنيثبت الياء مع الألف و اللام و إنما وقفأبو عمرو بغير ياء لأنه فاصلة أي مشبه بهامن حيث تم الكلام و من حذف الياء في الوصل والوقف فلأن هذا النحو قد يحذف كثيرا والقياس في همزة منسأته إذا خففت الهمزةمنها أن تجعل بين بين إلا أنهم خففواهمزتها على غير القياس قال الشاعر أنشدهأبو الحسن:
و أما قوله تبينت الإنس فمعناه تبينتالإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب و هكذا هو في مصحف عبدالله و يؤول إلى هذا المعنى قراءة يعقوب«تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ».
التأويب الترجيع بالتسبيح قال سلامة بنجندل:
أي رجوع بعد رجوع و السابغ التام مناللباس و سرد الحديد نظمه قال الشاعر: