مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 197
نمايش فراداده

سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَلَكُمْ» يعني لا أسألكم على تبليغ الرسالةشيئا من عرض الدنيا فتتهموني فما طلبتهمنكم من أجر على أداء الرسالة و بيانالشريعة فهو لكم و هذا كما يقول الرجل لمنلا يقبل نصحه ما أعطيتني من أجر فخذه و مالي في هذا فقد وهبته لك يريد ليس لي فيهشي‏ء و منه النصح مجان و قال الماورديمعناه‏ أن أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي و ذخره هولكم دوني و هو المروي عن أبي جعفر (ع) «إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ» أيليس ثواب عملي إلا على الله فهو يثيبنيعليه و لا يضيعه «وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ» أي عليم به لم يغب عنهشي‏ء فيعلم ما يلحقني من أذاكم «قُلْ» يامحمد «إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ»و يلقيه إلى أنبيائه عن قتادة و مقاتل«عَلَّامُ الْغُيُوبِ» علم جميع الخفياتو ما غاب عن خلقه في الأرضين و السموات«قُلْ» يا محمد «جاءَ الْحَقُّ» و هو أمرالله تعالى بالإسلام و التوحيد و قيل هوالجهاد بالسيف عن ابن مسعود «وَ مايُبْدِئُ الْباطِلُ وَ ما يُعِيدُ» أي ذهبالباطل ذهابا لم يبق منه إبداء و لا إعادةو لا إقبال و لا إدبار لأن الحق إذا جاء لايبقى للباطل بقية و قيل أن الباطل إبليس لايبدئ الخلق و لا يعيدهم عن قتادة و قيلمعناه ما يبدئ الباطل لأهله خيرا فيالدنيا و لا يعيد خيرا في الآخرة عن الحسنو قال الزجاج و يجوز أن يكون ما استفهامافي موضع نصب على معنى و أي شي‏ء يبدئالباطل و أي شي‏ء يعيده‏ قال ابن مسعود دخل رسول الله (ص) مكة و حولالبيت ثلاثمائة و ستون صنما فجعل يطعنهابعود في يده و يقول جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَزَهُوقاً «جاءَ الْحَقُّ وَ ما يُبْدِئُالْباطِلُ وَ ما يُعِيدُ» «قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ» عن الحق كما تدعون«فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى‏ نَفْسِي» أيفإنما يرجع وبال ضلالي علي لأني مأخوذ بهدون غيري «وَ إِنِ اهْتَدَيْتُ» إلى الحق«فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي» أي بفضلربي حيث أوحى إلي فله المنة بذلك علي دونخلقه «إِنَّهُ سَمِيعٌ» لأقوالنا«قَرِيبٌ» منا فلا يخفى عليه المحق والمبطل.

سورة سبإ (34): الآيات 51 الى 54

وَ لَوْ تَرى‏ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَوَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَ أَنَّى لَهُمُالتَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍبَعِيدٍ (53) وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَبِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْكانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)