«أَنْ تَقُومُوا» في موضع جر على البدل منواحدة و يجوز أن يكون في موضع نصب بحذف حرفالجر و إفضاء الفعل إليه و التقدير أعظكمبطاعة الله لأن تقوموا أو أعظكم بأنتقوموا. «مَثْنى وَ فُرادى» نصب علىالحال. «ما سَأَلْتُكُمْ» ما شرطية و هي فيمحل النصب بأنها مفعول ثان لسألت و يجوز أنتكون موصولة فيكون التقدير ما سألتكموهفيكون مع الصلة في موضع رفع بالابتداء.«عَلَّامُ الْغُيُوبِ» يجوز أن يكون بدلامن الضمير المستكن في يقذف و يجوز أن يكونخبر مبتدإ محذوف أي هو علام الغيوب و لونصب على أنه نعت لربي لكان جائزا لكن الرفعأجود لأنه جاء بعد تمام الكلام.
المعنى
ثم خاطب سبحانه النبي (ص) فقال «قُلْ» يامحمد لهم «إِنَّما أَعِظُكُمْبِواحِدَةٍ» أي آمركم و أوصيكم بخصلةواحدة و قيل بكلمة واحدة و هي كلمة التوحيدو قيل بطاعة الله عن مجاهد و من قال بالأولقال أنه فسر الواحدة بما بعده فقال «أَنْتَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى»أي اثنين اثنين و واحدا واحدا «ثُمَّتَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْجِنَّةٍ» معناه أن يقوم الرجل منكم وحدهأو مع غيره ثم تتساءلون هل جربنا على محمدكذبا أو هل رأينا به جنة ففي ذلك دلالة علىبطلان ما ذكرتم فيه و ليس معنى القيام هناالقيام على الأرجل و إنما المراد به القصدللإصلاح و الإقبال عليه مناظرا مع غيره ومتفكرا في نفسه لأن الحق إنما يتبينللإنسان بهما و قد تم الكلام عند قوله«تَتَفَكَّرُوا» و ما للنفي قال قتادة أيليس بمحمد (ص) جنون و أن جعلت تمام الكلامآخر الآية فالمعنى ثم تتفكروا أي شيءبصاحبكم من الجنون أي هل رأيتم من منشئهإلى مبعثه وصمة تنافي النبوة من كذب أو ضعففي العقل أو اختلاف في القول و الفعل فيدلذلك على الجنون «إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌلَكُمْ» أي مخوف من معاصي الله «بَيْنَيَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ» يعني عذابالقيامة ثم قال للنبي (ص) «قُلْ» لهم يامحمد «ما