قرأ أهل الكوفة و نافع و سهل «خَلَقَهُ»بفتح اللام و الباقون خلقه بسكون اللام وفي الشواذ قراءة الزهري و بدا خلق الإنسانبغير همز و قرأ علي و ابن عباس و أبان بن سعيد بنالعاص و الحسن بخلاف أ إذا ضللنا بالضادمكسورة اللام و قرأ الحسن صللنا بالصاد أيضا مفتوحةاللام.
الحجة
قال أبو علي خلقه منتصب على أنه مصدر دلعليه ما تقدم من قوله «أَحْسَنَ كُلَّشَيْءٍ» فأما الضمير الذي أضيف خلق إليهفلا يخلو من أن يكون ضمير اسم الله تعالىأو يكون كناية عن المفعول فالذي يدل عليهنظائره أن الضمير لاسم الله تعالى لأنهمصدر لم يسند الفعل المنتصب عنه إلى فاعلظاهر و ما كان من هذا النحو أضيف المصدرفيه إلى الفاعل نحو صنع الله و وعد الله وكتاب الله عليكم فكما أضيف هذه المصادرإلى الفاعل فكذلك يكون خلقه مضافا إلىضمير الفاعل لأن قوله «أَحْسَنَ كُلَّشَيْءٍ خَلَقَهُ» يدل على خلق كل شيء.فإن قلت كيف يدل قوله «أَحْسَنَ كُلَّشَيْءٍ» على خلق كل شيء و قد نجد أشياءحسنة مما لم يخلقها قيل هذا كما قال خالِقُكُلِّ شَيْءٍ فأطلق اللفظ عاما و روي أنعكرمة سئل عن قوله تعالى «أَحْسَنَ كُلَّشَيْءٍ خَلَقَهُ» فقال إن است القردليست بحسنة و لكنه أبرم خلقها أي أتقن و ماقلناه من أن انتصاب خلقه من المصدر الذي دلعليه فعل متقدم مذهب سيبويه و يجوز أن يكونخلقه بدل من قوله «كُلَّ شَيْءٍ» فيصيرالتقدير الذي أحسن خلق كل شيء و من قال«أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» كانخلقه وصفا للنكرة المتقدمة و موضع الجملةيحتمل وجهين النصب على أن يكون صفة لكل والجر على أن يكون صفة لشيء و ترك الهمزةفي بدأ محمول على البدل لا على التخفيفالقياسي و مثله بيت الكتاب: