سورة الروم (30): الآيات 26 الى 30 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
يتصرف في كسبه ليلا و ينام نهارا فيكونمعناه و من دلائله النوم الذي جعله اللهراحة لأبدانكم بالليل و قد تنامون بالنهارفإذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل الله«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍيَسْمَعُونَ» ذلك فيقبلونه و يتفكرون فيهلأن من لا يتفكر فيه لا ينتفع به فكأنه لميسمعه «وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُالْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً» معناه و مندلالاته أن يريكم النار تنقدح من السحابيخافه المسافر و يطمع فيه المقيم عن قتادةو قيل خوفا من الصواعق و طمعا في الغيث عنالضحاك و قيل خوفا من أن يخلف و لا يمطر وطمعا في المطر عن أبي مسلم «وَ يُنَزِّلُمِنَ السَّماءِ ماءً» أي غيثا و مطرا«فَيُحْيِي بِهِ» أي بذلك الماء«الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها» أي بعدانقطاع الماء عنها و جدوبها «إِنَّ فِيذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» أيللعقلاء المكلفين «وَ مِنْ آياتِهِ أَنْتَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُبِأَمْرِهِ» بلا دعامة تدعمها و لا علاقةتتعلق بها بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى«إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذاأَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْفَيَكُونُ» و قيل بأمره أي بفعله و إمساكهإلا أن أفعال الله عز اسمه تضاف إليه بلفظالأمر لأنه أبلغ في الاقتدار فإن قولالقائل أراد فكان أو أمر فكان أبلغ فيالدلالة على الاقتدار من أن يقول فعل فكانو معنى القيام الثبات و الدوام و يقالالسوق قائمة «ثُمَّ إِذا دَعاكُمْدَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ» أي من القبر عنابن عباس يأمر الله عز اسمه إسرافيل (ع)فينفخ في الصور بعد ما يصور الصور فيالقبور فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم«إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ» من الأرضأحياء و قيل أنه سبحانه جعل النفخة دعاءلأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي الله فيدعوبأمر الله سبحانه و قيل إن معناه أخرجكم منقبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها فعبر عنذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة الدعاء و بمنزلةكن فيكون في سرعة تأتي ذلك و امتناع التعذرو إنما ذكر سبحانه هذه المقدورات علىاختلافها ليدل عباده على أنه القادر الذيلا يعجزه شيء العالم الذي لا يعزب عنهشيء و تدل هذه الآيات على فساد قول من قالإن المعارف ضرورية لأن ما يعرف ضرورة لايمكن الاستدلال عليه.
سورة الروم (30): الآيات 26 الى 30
وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّيُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْمَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْشُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْفِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْكَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ (28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍفَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (29) فَأَقِمْوَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَاللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَعَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30)