قرأ ابن كثير وحده و اذكر عبدنا إبراهيم والباقون «عِبادَنا» و قرأ أهل المدينة وهشام بخالصة ذكرى الدار غير منون علىالإضافة و الباقون بالتنوين و خلافهم في«وَ الْيَسَعَ» مذكور في سورة الأنعام وقرأ ابن كثير و أبو عمرو ما يوعدون بالياءو ابن كثير وحده يقرأ في سورة ق بالياءأيضا و الباقون بالتاء في الموضعين و فيالشواذ قراءة الحسن و الثقفي أولي الأيدبغير ياء.
الحجة
قال أبو علي من قرأ عبدنا فإنه اختصهبالإضافة على وجه التكرمة له و الاختصاصبالمنزلة الشريفة كما قيل في مكة بيت اللهو من قرأ «عِبادَنا» أجرى هذا الوصف علىغيره من الأنبياء أيضا و جعل ما بعده بدلامن العباد و الأول جعل إبراهيم بدلا و مابعده معطوفا على المفعول به المذكور وقوله «بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ»يحتمل أمرين (أحدهما) أن يكون ذكرى بدلا منالخالصة تقديره إنا أخلصناهم بالذكرىالدار و يجوز أن يقدر في قوله «ذِكْرَى»التنوين فيكون الدار في موضع نصب تقديرهبأن يذكروا الدار بالتأهب للآخرة (والثاني) أن لا يقدر البدل و لكن يكونالخالصة مصدرا فيكون مثل قوله مِنْ دُعاءِالْخَيْرِ و يكون المعنى بخالصة تذكرالدار و يقوي هذا الوجه ما روي من قراءةالأعمش بخالصتهم ذكرى الدار و هذا يقويالنصب فكأنه قال بأن أخلصوا تذكير الدارفإذا نونت خالصة احتمل أمرين (أحدهما) أنيكون المعنى بأن خلصت لهم ذكرى الدارفيكون ذكرى في موضع رفع بأنه فاعل (و الآخر)أن يقدر المصدر الذي هو خالصة من الإخلاصفحذفت الزيادة فيكون المعنى بإخلاص ذكرىفيكون ذكرى في موضع نصب و الدار يجوز أنيعني بها الدنيا و يجوز أن يعني بها الآخرةو الذي يدل على أنه يجوز أن يراد بهاالدنيا قوله تعالى في الحكاية عن إبراهيموَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِيالْآخِرِينَ و قوله وَ جَعَلْنا لَهُمْلِسانَ صِدْقٍ فاللسان هو القول الحسن والثناء عليه لا الجارحة كما في قول الشاعر ندمت على لسان فأت مني *** فليت بأنه في جوفعكم و كذلك قول الآخر