سورة الزمر (39): الآيات 56 الى 60 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا» الآية و في مصحف عبد الله إن الله يغفر الذنوبجميعا لمن يشاء و قيل إن الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة حينأراد أن يسلم و خاف أن لا تقبل توبته فلمانزلت الآية أسلم فقيل يا رسول الله هذه لهخاصة أم للمسلمين عامة فقال (ص) بلللمسلمين عامة و هذا لا يصح لأن الآية نزلت بمكة و وحشيأسلم بعدها بسنين كثيرة و لكن يمكن أن يكونقرئت عليه الآية فكانت سبب إسلامه فالآيةمحمولة على عمومها فالله سبحانه يغفر جميعالذنوب للتائب لا محالة فإن مات الموحد منغير توبة فهو في مشيئة الله إن شاء عذبهبعدله و إن شاء غفر له بفضله كما قال وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ثمدعا سبحانه عباده إلى التوبة و أمرهمبالإنابة إليه فقال «وَ أَنِيبُوا إِلىرَبِّكُمْ» أي ارجعوا من الشرك و الذنوبإلى الله فوحدوه «وَ أَسْلِمُوا لَهُ» أيانقادوا له بالطاعة فيما أمركم به و قيلمعناه اجعلوا أنفسكم خالصة له قد حثسبحانه بهذه الآية على التوبة كيلا يرتكبالإنسان المعصية و يدع التوبة اتكالا علىالآية المتقدمة «مِنْ قَبْلِ أَنْيَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لاتُنْصَرُونَ» عند نزول العذاب بكم «وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَإِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ» أي من الحلالو الحرام و الأمر و النهي و الوعد و الوعيدفمن أتى بالمأمور به و ترك المنهي عنه فقداتبع الأحسن عن ابن عباس و قيل إنما قالأحسن ما أنزل لأنه أراد بذلك الواجبات والنوافل التي هي الطاعات دون المباحات وقيل أراد بالأحسن الناسخ دون المنسوخ عنالجبائي قال علي بن عيسى و هذا خطأ لأنالمنسوخ يجوز أن يكون حسنا إلا أن العملبالناسخ يكون أصلح و أحسن «مِنْ قَبْلِأَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً»أي فجأة في وقت لا تتوقعونه «وَ أَنْتُمْلا تَشْعُرُونَ» أي لا تعرفون وقت نزولهبكم.
سورة الزمر (39): الآيات 56 الى 60
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلىما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْكُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْتَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِيلَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْتَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْأَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَالْمُحْسِنِينَ (58) بَلى قَدْ جاءَتْكَآياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَالْكافِرِينَ (59) وَ يَوْمَ الْقِيامَةِتَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِيجَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ(60)