ثم أمر الله سبحانه أهل الإيمان و التوحيدبالتقوى و القول السديد فقال «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ» أياتقوا عقاب الله باجتناب معاصيه و فعلواجباته «وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً»أي صوابا بريئا من الفساد خالصا من شائقةالكذب و اللغو موافق للظاهر و للباطن و قالالحسن و عكرمة صادقا يعني كلمة التوحيد لاإله إلا الله و قال مقاتل هذا يتصل بالنهيعن الإيذاء أي قولوا قولا صوابا و لاتنسبوا رسول الله (ص) إلى ما لا يجمل و لايليق به «يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ»معناه إن فعلتم ذلك يصلح لكم أعمالكم بأنيلطف لكم فيها حتى تستقيموا على الطريقةالمستقيمة السليمة من الفساد و يوفقكم لمافيه الصلاح و الرشاد و قيل معناه يزكيأعمالكم و يتقبل حسناتكم عن ابن عباس ومقاتل «وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ»باستقامتكم في الأقوال و الأفعال «وَ مَنْيُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» في الأوامرو النواهي «فَقَدْ فازَ فَوْزاًعَظِيماً» أي فقد أفلح إفلاحا عظيما و قيلفقد ظفر برضوان الله و كرامته «إِنَّاعَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَىالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ»اختلف في معنى الأمانة فقيل هي ما أمر اللهبه من طاعته و نهى عنه من معصيته عن أبيالعالية و قيل هي الأحكام و الفرائض التيأوجبها الله تعالى على العباد عن ابن عباسو مجاهد و هذان القولان متقاربان و قيل هيأمانات الناس و الوفاء بالعهود فأولهاائتمان آدم ابنه قابيل على أهله و ولده حينأراد التوجه إلى مكة عن أمر ربه فخانقابيل