سورة الصافات (37): الآيات 171 الى 182 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
إلى «ما تَعْبُدُونَ» و التقدير إنكم و ماتعبدونه ما أنتم بفاتنين على عبادته أحداإلا من يصلى الجحيم و يحترق بها بسوءاختياره و قيل معناه ما أنتم بمضلين أحداأي لا تقدرون على إضلال أحد إلا من سبق فيعلم الله تعالى أن سيكفر بالله تعالى ويصلى الجحيم (و الآخر) أن الضمير في عليهيعود إلى الله تعالى و التقدير ما أنتم علىالله و على دينه بمضلين أحدا إلا من هوصالي الجحيم باختياره و هذا كما يقال لايهلك على الله هالك و فلان يربح على فلان ويخسر على فلان «وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُمَقامٌ مَعْلُومٌ» هذا قول جبرائيل للنبي(ص) و قيل إنه قول الملائكة و فيه مضمر أي وما منا معشر الملائكة ملك إلا له مقاممعلوم في السماوات يعبد الله فيه و قيلمعناه أنه لا يتجاوز ما أمر به و رتب له كمالا يتجاوز صاحب المقام مقامه الذي حد لهفكيف يجوز أن يعبد من بهذه الصفة و هو عبدمربوب «وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ»حول العرش ننتظر الأمر و النهي من اللهتعالى و قيل القائمون صفوفا في الصلاة قالالكلبي صفوف الملائكة في السماء كصفوف أهلالدنيا في الأرض و قال الجبائي صافونبأجنحتنا في الهواء للعبادة و التسبيح «وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» أيالمصلون و المنزهون الرب عما لا يليق به ومنه قوله فرغت من سبحتي أي من صلاتي و ذلكلما في الصلاة من تسبيح الله تعالى وتعظيمه و المسبحون القائلون سبحان اللهعلى وجه التعظيم لله «وَ إِنْ كانُوالَيَقُولُونَ» إن هذه هي المخففة منالثقيلة أ لا ترى أن اللام قد لزم خبرها والمعنى و أن هؤلاء الكفار يعني أهل مكةكانوا يقولون «لَوْ أَنَّ عِنْدَناذِكْراً» أي كتابا «مِنَ الْأَوَّلِينَ»أي من كتب الأولين التي أنزلها علىأنبيائه و قيل ذكرا أي علما من الأولينالذين تقدمونا و ما فعل الله بهم فسميالعلم ذكرا لأن الذكر من أسباب العلم«لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِالْمُخْلَصِينَ» الذين يخلصون العبادةلله تعالى فجعلوا العذر في امتناعهم منالإيمان أنهم لا يعرفون أخبار من تقدمهم وهل حصلوا في جنة أو نار «فَكَفَرُوا بِهِ»في الكلام حذف تقديره فلما أتاهم الكتاب وهو القرآن كفروا به «فَسَوْفَيَعْلَمُونَ» عاقبة كفرهم و هذا تهديدلهم.
سورة الصافات (37): الآيات 171 الى 182
وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنالِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173)فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176)فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَصَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَ تَوَلَّعَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَ أَبْصِرْفَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحانَرَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّايَصِفُونَ (180) وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ(182)