سورة الأحزاب (33): الآيات 36 الى 40 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
الآية «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ» أي المخلصين الطاعة لله والمخلصات من قوله و رجلا سلما لرجل أيخالصا و قيل معناه إن الداخلين في الإسلاممن الرجال و النساء و قيل يعني المستسلمينلأوامر الله و المنقادين له من الرجال والنساء «وَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» أي و المصدقين بالتوحيد والمصدقات و الإسلام و الإيمان واحد عندأكثر المفسرين و إنما كرر لاختلاف اللفظينو قيل إنهما مختلفان فالإسلام الإقرارباللسان و الإيمان التصديق بالقلب و يعضدهقوله قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْلَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُواأَسْلَمْنا و قيل الإسلام هو اسم الدين والإيمان التصديق به قال البلخي فسر رسول الله (ص) المسلم والمؤمن بقوله المسلم من سلم المسلمون منلسانه و يده و المؤمن من أمن جاره بوائقه وما آمن بي من بات شبعان و جاره طاو «وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ» يعنيالدائمين على الأعمال الصالحات والدائمات و قيل يعني الداعين و الداعيات«وَ الصَّادِقِينَ» في إيمانهم و فيماساءهم و سرهم «وَ الصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ» على طاعة الله و على ماابتلاهم الله به «وَ الصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ» أي المتواضعين الخاضعينلله تعالى «وَ الْخاشِعاتِ» و قيل معناه والخائفين و الخائفات «وَالْمُتَصَدِّقِينَ» أي المخرجين الصدقاتو الزكوات «وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ» لله تعالى بنية صادقة «وَالصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَفُرُوجَهُمْ» من الزنا و ارتكاب الفجور«وَ الْحافِظاتِ» فروجهن فحذف لدلالةالكلام عليه «وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَكَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ» الله كثيرا وحذف أيضا للدلالة عليه «أَعَدَّ اللَّهُلَهُمْ» أي لهؤلاء الموصوفين بهذه الصفاتو الخصال «مَغْفِرَةً» لذنوبهم «وَأَجْراً عَظِيماً» في الآخرة و روى أبو سعيد الخدري عن النبي (ص) قال إذاأيقظ الرجل أهله من الليل فتوضئا و صلياكتبا من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات و قال مجاهد لا يكون العبد من الذاكرينالله كثيرا حتى يذكر الله قائما و قاعدا ومضطجعا و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال من بات علىتسبيح فاطمة (ع) كان من الذاكرين اللهكثيرا و الذاكرات.
سورة الأحزاب (33): الآيات 36 الى 40
وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍإِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراًأَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْأَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً(36) وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَاللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِاللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَوَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُفَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراًزَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَىالْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِأَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّوَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِمَفْعُولاً (37) ما كانَ عَلَى النَّبِيِّمِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُسُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْامِنْ قَبْلُ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِقَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَيُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداًإِلاَّ اللَّهَ وَ كَفى بِاللَّهِحَسِيباً (39) ما كانَ مُحَمَّدٌ أَباأَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَاللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كانَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40)