قرأ أبو جعفر و ابن كثير و ابن عامر و أهلالبصرة يوم لا تنفع بالتاء و الباقونبالياء.
الحجة
و الوجهان حسنان لأن المعذرة و الاعتذاربمعنى كما أن الوعظ و الموعظة كذلك.
الإعراب
«يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ» محمول علىموضع قوله «فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» كمايقال جئتك أمس و اليوم.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن نفسه بأنه ينصر رسله ومن صدقهم فقال «إِنَّا لَنَنْصُرُرُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِيالْحَياةِ الدُّنْيا» أي ننصرهم بوجوهالنصر فإن النصر قد يكون بالحجة و يكونأيضا بالغلبة في المحاربة و ذلك بحسب ماتقتضيه الحكمة و يعلمه سبحانه من المصلحةو يكون أيضا بالألطاف و التأييد و تقويةالقلب و يكون بإهلاك العدو و كل هذا قد كانللأنبياء و المؤمنين من قبل الله تعالىفهم منصورون بالحجة على من خالفهم و قدنصروا أيضا بالقهر على من ناواهم و قدنصروا بإهلاك عدوهم و إنجائهم مع من آمنمعهم و قد يكون النصر بالانتقام لهم كمانصر يحيى بن زكريا لما قتل حين قتل بهسبعون ألفا فهم لا محالة منصورون فيالدنيا بأحد هذه الوجوه «وَ يَوْمَيَقُومُ الْأَشْهادُ» جمع شاهد مثلالأصحاب جمع صاحب هم الذين يشهدون بالحقللمؤمنين و على المبطلين و الكافرين يومالقيامة و في ذلك سرور للمحق و فضيحةللمبطل في ذلك الجمع العظيم و قيل همالملائكة و الأنبياء و المؤمنون عن قتادةو قيل هم الحفظة من الملائكة عن مجاهديشهدون للرسل بالتبليغ و على الكفاربالتكذيب و قيل هم الأنبياء وحدهم يشهدونللناس و عليهم ثم أخبر سبحانه عن ذلك اليومفقال «يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَمَعْذِرَتُهُمْ» أي إن اعتذروا من كفرهملم يقبل منهم و إن تابوا لم تنفعهم التوبةو إنما نفى أن تنفعهم المعذرة في الآخرة معكونها نافعة في دار الدنيا