و قيل معنى طائركم حظكم و نصيبكم من الخيرو الشر عن أبي عبيدة و المبرد «أَ إِنْذُكِّرْتُمْ» أي إن ذكرتم قلتم هذا القولو قيل معناه إن ذكرناكم هددتمونا و هو مثلالأول و قيل معناه إن تدبرتم عرفتم صحة ماقلناه لكم «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌمُسْرِفُونَ» معناه ليس فينا ما يوجبالتشاؤم بنا و لكنكم متجاوزون عن الحد فيالتكذيب للرسل و المعصية و الإسرافالإفساد و مجاوزة الحد و السرف الفساد قالطرفة:
إن امرءا سرف الفؤاد يرى
عسلا بماءسحابة شتمي
عسلا بماءسحابة شتمي
عسلا بماءسحابة شتمي
القصة
قالوا بعث عيسى رسولين من الحواريين إلىمدينة أنطاكية فلما قربا من المدينة رأياشيخا يرعى غنيمات له و هو حبيب صاحب يسفسلما عليه فقال الشيخ لهما من أنتما قالارسولا عيسى ندعوكم من عبادة الأوثان إلىعبادة الرحمن فقال أ معكما آية قالا نعمنحن نشفي المريض و نبرئ الأكمه و الأبرصبإذن الله فقال الشيخ إن لي ابنا مريضاصاحب فراش منذ سنين قالا فانطلق بنا إلىمنزلك نتطلع حاله فذهب بهما فمسحا ابنهفقام في الوقت بإذن الله صحيحا ففشا الخبرفي المدينة و شفى الله على أيديهما كثيرامن المرضى و كان لهم ملك يعبد الأصنامفأنهي الخبر إليه فدعاهما فقال لهما منأنتما قالا رسولا عيسى جئنا ندعوك منعبادة ما لا يسمع و لا يبصر إلى عبادة منيسمع و يبصر فقال الملك و لنا إله سوىآلهتنا قالا نعم من أوجدك و آلهتك قال قوماحتى أنظر في أمركما فأخذهما الناس فيالسوق و ضربوهما قال وهب بن منبه بعث عيسىهذين الرسولين إلى أنطاكية فأتياها و لميصلا إلى ملكها و طالت مدة مقامهما فخرجالملك ذات يوم فكبرا و ذكر الله فغضب الملكو أمر بحبسهما و جلد كل واحد منهما مائةجلدة فلما كذب الرسولان و ضربا بعث عيسىشمعون الصفا رأس الحواريين على إثرهمالينصرهما فدخل شمعون البلدة متنكرا فجعليعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به فرفعواخبره إلى الملك فدعاه و رضي عشرته و أنسبه