سورة ص (38): الآيات 30 الى 40 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
ذلك من إظهار الحكمة و تعريض أنواعالحيوان للمنافع الجليلة و تعريض العقلاءمنهم للثواب العظيم و هذا ينافي قول أهلالجبر أن كل باطل و ضلال فهو من فعل الله«ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا» باللهو جحدوا حكمته «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَكَفَرُوا مِنَ النَّارِ» ظاهر المعنى ثمقال سبحانه على وجه التوبيخ للكفار علىوجه الاستفهام «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَآمَنُوا» معناه بل أ نجعل الذين صدقواالله و رسله «وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ» والطاعات «كَالْمُفْسِدِينَ فِيالْأَرْضِ» العاملين بالمعاصي «أَمْنَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ»أي بل أ نجعل المتقين الذين اتقوا المعاصيلله خوفا من عقابه كالفجار الذين عملوابالمعاصي و تركوا الطاعات أي أن هذا لايكون أبدا ثم خاطب سبحانه نبيه (ص) فقال«كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَمُبارَكٌ» أي هذا القرآن كتاب منزل إليكمبارك أي كثير نفعه و خيره فإن في التدينبه يستبين الناس ما أنعم الله عليهم«لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ» أي ليتفكرالناس و يتعظوا بمواعظه «وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ» أيأولو العقول فهم المخاطبون به.
سورة ص (38): الآيات 30 الى 40
وَ وَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَالْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْعُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّالصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّيأَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِرَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32)رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاًبِالسُّوقِ وَ الْأَعْناقِ (33) وَ لَقَدْفَتَنَّا سُلَيْمانَ وَ أَلْقَيْناعَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ(34) قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِيمُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْبَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِيبِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ(37) وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِيالْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْأَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)