و قال عدي بن زيد:
و قيل النذير موت الأهل و الأقارب و قيلكمال العقل «فَذُوقُوا» أي فذوقوا العذابو حسرة الندم «فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْنَصِيرٍ» يدفع عنهم العذاب «إِنَّاللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» فلا يخفى عليه شيء مما يغيبعن الخلائق علمه «إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِالصُّدُورِ» أي فلا تضمروا في أنفسكم مايكرهه سبحانه فإنه عالم به «هُوَ الَّذِيجَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ» أيجعلكم معاشر الكفار أمة بعد أمة و قرنا بعدقرن عن قتادة و قيل جعلكم خلائف القرونالماضية بأن أحدثكم بعدهم و أورثكم ما كانلهم «فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ»أي فعليه ضرر كفره و عقاب كفره «وَ لايَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَرَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً» أي أشد البغض«وَ لا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْإِلَّا خَساراً» أي خسرانا و هلاكا «قُلْ»يا محمد «أَ رَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِأَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ»معناه أخبروني أيها المشركون عن الأوثانالذين أشركتموهم مع الله في العبادة أرونيما ذا خلقوا من الأرض أي بأي شيء أوجبتمله شركا مع الله تعالى في العبادة أ بشيءخلقوه من الأرض «أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِيالسَّماواتِ» أي شركة في خلقها ثم ترك هذاالنظم فقال «أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً»أي أم أنزلنا عليهم كتابا يصدق دعواهمفيما هم عليه من الشرك «فَهُمْ عَلىبَيِّنَةٍ» أي فهم على دلالات واضحات«مِنْهُ» أي من ذلك الكتاب أراد فإن جميعذلك محال لا يمكنهم إقامة حجة و لا شبهةعلى شيء منه و قيل أم آتيناهم كتابا بأنالله لا يعذبهم على كفرهم فهم واثقون به«بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَبَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً»معناه ليس شيء من ذلك لكن ليس يعد بعضالظالمين بعضا إلا غرورا لا حقيقة لهيغرونهم يقال غره يغره غرورا إذا أطمعهفيما لا يطمع فيه.
اتصال قوله «إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» الآية بماقبله إن المعنى يعلم الله إنه لو ردكم إلىالدنيا لعدتم إلى كفركم فاتصل بقوله«نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّانَعْمَلُ» و اتصل قوله «هُوَ الَّذِيجَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ» بماقبله على معنى أنه